المحامي/ يعقوب المطير
يوأخيرًا بدأت بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا بالعاصمة القطرية الدوحة في ظل انتظار الرياضيين لها، والحمدالله بدأ ممثل الوطن وقارة آسيا «الهلال» مشواره العالمي في بطولة كأس العالم للأندية بالفوزالمستحق على فريق الترجي التونسي بطل إفريقيا (مرتين متتاليتين) بنتيجة ومستوى مميز ومشرف، وأعلن رسميًا تأهله المستحق إلى نصف النهائي لبطولة كأس العالم لملاقاة فريق فلامينجو البرازيلي بطل البرازيل وقارة أمريكا الجنوبية يوم الثلاثاء المقبل، وهي مباراة التحدي بين نجوم وأبناء المملكة العربية السعودية وأبطال السامبا البرازيليين ملوك كرة القدم، لذلك دعواتنا بالتوفيق لممثل الوطن، في هذه المقال لن أتحدث عن المباريات أو تحليلها، ولكن ساستعرض قوة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في تنظيم البطولات الرياضية الدولية التي تقع تحت مظلته وإشرافه، ويبدو أن الكثير يعلم أن بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الدوحة هي تحت إشراف تام من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» دون تدخل من الدولة المستضيفة التي يكتفي دورها بتطبيق البنود التعاقدية المنصوص عليها في اتفاقية الاستضافة لهذه البطولة، إِذ الاتحاد الدولي لكرة القدم هو من يتولى إدارة البطولة وفرض قوانين صارمة في هكذا بطولات رياضية دولية لضمان نجاح البطولة، وأيضًا كذلك نجاح رعاة البطولة من العوائد المالية، باعتبار الرياضة ليست مجرد لعبة في نظر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، بل هي صناعة ومكوناتها ومنتجاتها البطولات الرياضية الكبرى التي يرد عليها عوائد مالية بملايين الدولارات من بيع حقوق النقل التلفزيوني والرعاة التجاريين وحقوق الاستضافة من الدولة المستضيفة وبيع تذاكر المباريات وحقوق الإعلانات في منصات الاتحاد الدولي لكرة القدم في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، كما لا ننسى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد قام بتسمية الراعي الرسمي للبطولة وبيعه لتلك الحقوق بملايين الدولارات لإحدى الشركات التجارية وهذا برتوكول يتبعه الفيفا في البطولات الرياضية العالمية التي ينظمها، لذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم لن يجامل أيًا كان سواء أفرادًا أو اتحادات محلية أو أندية كبيرة أو صغيرة في ضد نجاح الأحداث والبطولات الرياضية العالمية هذا من جانب.
من جانب آخر في ظل متابعتي للتنظيمات التي قام بها الاتحاد الدولي لكرة القدم في بطولة كأس العالم للأندية الحالية رأيت عقد ورش عمل توجيهية للفرق المشاركة جميعًا «ماعدا فريق ليفربول بطل أوروبا الذي لم يصل حتى تاريخه»، بحيث تتعلق هذه الورش العمل عن أنظمة وقوانين البطولة والامتثال لتعليماتها والجداول الزمنية لتوقيت المباريات والتدريبات والمؤتمرات الصحفية والمكس زون وغيرها، ويجب عدم الإخلال لتلك القوانين واللوائح لتجنب العقوبات الصارمة الفورية التي تصدر من أعلى منظمة رياضية دولية «الاتحاد الدولي لكرة القدم»، وشملت ورش العمل أيضًا للحكام وللإعلاميين والمصورين الفوتوغرافيين لغرض الامتثال لقوانين ولوائح البطولة وحقوق الملكية الفكرية للبطولة وعدم خرق وانتهاك الأنظمة المختصة بها، كل هذا دلالة تعكس على قوة وصرامة الاتحاد الدولي لكرة القدم في تنظيم البطولات الكبرى واحترام القوانين، لذلك دائمًا تجد نجاح باهر متوقع للبطولات الرياضية الدولية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، هنا تعرف أسباب القيمة المالية الباهظة والعالية للبطولات الرياضية، مما يجد لها الاحترام الدولي للفيفا من قبل دول العالم في إشرافها على تنظيم البطولات الدولية.
كما أن الاتحاد الدولي يهيب بجميع الأندية المشاركة في الامتثال إلى قوانين اللعب النظيف والروح الرياضية وعدم العنصرية وعدم نشر شعارات سياسية أو عرقية أو دينية في البطولة، وكذلك شجب الشغب الجماهيري وعدم إحضار أدوات ممنوعة أو محظورة أو نارية مثل التي قام بها بعض من جماهير الترجي التونسي، التي بكل تأكيد سيقابلها عقوبات صارمة من لجنة الانضباط الدولية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، لذلك أتمنى أن نستفيد من هذه الأحداث الرياضية الضخمة في تنظيم البطولات الرياضية المحلية لدينا واحترام الأنظمة والقوانين والاستثمار الرياضي الضخم وجلب العوائد المالية، حتى تتحول الرياضة إلى صناعة حقيقية.