فهد بن جليد
الانتقال بين المسارح الخمسة لميدل بيست الرياض أمر في غاية الدهشة، لاحظ أنَّ هذا تم وما زال الإنشاء والإعداد والتجهيز قائماً، فما بالك عندما تدق ساعة الصفر للمهرجان الأضخم من نوعه في القارة والعالم، لم أكن أتصوَّر أنَّ العمل بهذه الضخامة والدقة، نحن أمام تحالف أباطرة صناعة الموسيقى العالميين ولكن بقيادة سعودية هذه المرة، فأنت تسير في جنبات مدينة موسيقية عصرية بامتياز، الخطأ ممنوع فيها وغير مقبول، مئات العاملين منهمكين في أدوارهم، فلا عجب أن ترى المُختص الغربي في فنون الإيقاعات وأصوات الدي جي والإضاءة، جنباً إلى جنب مع عامل آسيوي بسيط يؤدي عملاً ثانوياً للحدث، لا يمكن تخيل أنَّ مثل هذه المسارح الضخمة بطرازها العالمي تقام في الرياض وفي مكان واحد، تكاد تكون هذه الصورة بهذه الضخامة هي الأولى من نوعها في العالم، وحتى تستطيع معرفة ضخامة الحدث لك أن تتخيل أن مثل الحدث والتجمع يضم عادة من 4-6 مطاعم فقط، بينما نحن في الرياض نتحدث عن 60 مطعماً ومقهى من مختلف دول العالم وقاراته، خلافاً لمواقع وكبائن الـVIP والمحلات التجارية، وشارع السعوديين، وقد تحدثت مع أحد مُهندسي ومُصمِّمي المشروع من جنسية غربية، وقال لم أرَ مثل هذا الحدث من قبل، فبالكاد أن أغيب عن حدث عالمي موسيقي، ولكن كل شيء هنا جديد، التصميم، العمل، الروح، الهوية، هذه المناسبة بالفعل فريدة وعالمية.
مازحتُ أحد أعضاء فريق ميدل بيست وقلت له إنَّ هذا أول عمل تقومون به (كتجمع سعودي موسيقي) فكيف هي ردود فعل المُختصين العالميين وحتى الإقليميين؟ كيف ينظرون لهذا الحدث الذي قد يسحب البساط من تحت أقدامهم؟ فقال للأمانة (حنا السعوديين نحب الزين) الجميع صار يعرف أن السعوديين إذا نظموا شيئا أو حطوا يدهم فيه، فهو لا شك الأفضل من نوعه ورقم واحد بكل تأكيد، لا نقبل التنظيم المتواضع نحن قادة الترفيه وصناعة اليوم، موسم الرياض كشف عن علو كعب التنظيم السعودي وقدرات السعوديين، والقادم أفضل نحن نتحدث عن قناة عالمية، وإذاعة عالمية، وتعليم موسيقي، بل وقطاع تعليمي مجاني، هذه البداية اخترناها هكذا، من يريد أن ينظم حدث بعد السعوديين فليقدم مثل هذا المستوى أو أفضل، ونعده في المرة القادمة بعمل منافس أيضاً.
ميدل بيست مهرجان موسيقي يقام في العالم للمرة الأولى وتحتضنه الرياض بفكرة وتنظيم وهوية سعودية، خليط الفنانين العالميين والعرب والخليجيين والسعوديين في هذا الحدث يصنع المعجزات وينقل التجارب، سبعين ألف زائر يومياً أي ما يُقارب من ربع مليون زائر خلال 3 أيام، حدث مبهر بهذا المستوى يستحق الترقب.
وعلى دروب الخير نلتقي.