د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
بلادنا ولله الحمد والمنّة تسير في الطريق والاتجاه الصحيحين، تسير على خطى متأنية وواثقة. ومن المقومات للتنمية المنتج الجيد في جميع المجالات، ولا يتأتى ذلك إلا بأمور عدة منها التدريب الصحيح والانضباطية وحب العمل والتفاني فيه من منطلق حب الوطن، ولا أعلم أن ثمة دراسة، قامت بها أكاديمية أو مؤسسة بحثية، عن الإنتاجية، ولا بدّ أن الخطط المستقبلية قد وضعت ذلك في الحسبان، سأضرب مثلاً عن خلل ملحوظ في انضباطية أئمة ومؤذني مساجدنا، هناك تخلف للأئمة، ليس عن صلاة الظهر، التي قد يكون لها ما يبررها، ولكن عن فروض أخرى، ومنها المغرب والعشاء والفجر.. وهذا الأمر يندي له الجبين. كل هذا والمحفزات متوافرة ومن أهمها المسكن للإمام والمؤذن قرابة المسجد. لعل وزارة الشئون الإسلامية، المعنية بالمساجد، تكون قد قامت بدراسة الظاهرة، مدى تفشيها وأنماط تباينها حسب المناطق الجغرافية، وعلى مستوى الأحياء السكنية في المدينة الواحدة.. ولعل الوزارة مع بعض الأقسام الأكاديمية ومراكز البحث في الجامعات دراسة هذا الأمر، وأحسب أن هذه الدراسات ونتائجها ستكون عونًا للمسؤولين لمعرفة أسبابها ومن ثم اتخاذ الوسائل للتعامل معها. وهذا الكاتب متأكد أن ظاهرة عدم الانضباطية ومن ثم ضعف الإنتاجية موجودة في مؤسسات عامة وخاصة أخرى، وبدرجات مختلفة.
ولَك أن تتصور، قارئي الكريم، أن يشوب انضباط المعلم والمعلمة شائبة أو أن يكون في انضباط الطبيب أو الطبيبة خلل أو ألا ينضبط الموظف الإداري إلى غير ذلك من العاملين والعاملات في مجالات شتى. هنالك إذن يحصل خلل في التنمية لأن الإنتاجية العالية والجيدة من مقومات التنمية وأسسها الهامة. ولا يغرب عن بالنا أن ديننا الحنيف أكد على الصدق في المواعيد والدقة والإتقان في العمل. وهذان مفهومان أساسيان لابد من جعلهما نصب أعيننا. فللعمل كما هو معلوم جانبان كمي ونوعي.. فقد يعمل العامل ساعات بإنتاجية ضعيفة ونوعية متدنية، وقد يحدث العكس من ذلك، والأمثل: كم عالٍ ونوعية عالية. فلتشجع مؤسساتنا العامة منها والخاصة على الانضباطية وعلى الإنتاجية ذات النوعية العالية، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.