سليمان الجعيلان
هل سبق أن حقق فريق النصر كأس السوبر السعودي طوال تاريخيه؟! الجواب لا. طيب، وهل سبق أن حقق فريق النصر بطولة الأبطال الآسيوية، سواء بالنسخة القديمة أو الجديدة؟! أيضًا الجواب لا. طيب، وهل سبق أن حقق فريق النصر البطولة العربية بكل تنظيماتها ومسمياتها السابقة والحالية؟! كذلك الجواب لا. طيب، وهل سبق أن فاز فريق النصر على الهلال في البطولات الخارجية، سواء الآسيوية أو العربية؟! أيضًا الجواب لا. طيب، وهل سبق أن فاز الهلال على النصر في البطولات الخارجية، سواء الآسيوية أو العربية؟! الجواب هنا نعم؛ الهلال فاز مرتين في البطولة العربية. طيب، هل هناك مسابقة أو بطولة على مستوى كرة القدم بكل مسمياتها ودرجاتها تفوق النصر في عدد تحقيق ألقابها على الهلال؟! كذلك الجواب لا. طيب، وهل سبق أن تفوق النصر في عدد تحقيق الألقاب في الألعاب المختلفة على الهلال؟! أيضًا الجواب لا. طيب، وهل سبق أن حقق فريق النصر بطولة رسمية، سواء داخلية أو خارجية، لم يستطع فريق الهلال تحقيقها؟! الجواب هنا يحتمل إجابتين: فان كان النصراويون يعتبرون بطولة الدورة التصنيفية عام (1395 هـ) بطولة دوري فالجواب لا. أما إذا اعتبروها دورة تصنيفية كما يسميها المؤرخون فإذًا الجواب نعم. وأخيرًا، هل سبق أن انفرد فريق النصر ببطولة توازي وتشابه بطولة كأس المؤسس في اسمها ونظامها؟! الجواب بكل تأكيد لا!!. إذًا في ظل هذا الفارق وهذه الفوارق في عدد الانتصارات وكمية البطولات ونوعية الإنجازات التي كلها تأتي لصالح الهلال كان من الضروري طرح سؤال: مَن ينافس مَن؟! فليس المعقول أو المقبول أن ناديًا مثل الهلال يمتلك في سجلاته (59) بطولة هو من يفكر في منافسة فريق رصيد بطولاته (24) بطولة فقط، وكذلك ليس من المنطق أو العقل أن ناديًا متفوقًا مثل الهلال في أرقامه وألقابه يتنازل عن القمة وينافس الأقل منه على إخفاقاته، وهو فريق النصر الذي ظلت تلاحقه وتلاصقه هذه الإخفاقات والانكسارات طوال مسيرته دون تقييم أو تقويم من المشجع العاشق أو الإعلامي الصادق؛ والسبب بكل بساطة أن بعض النصراويين اقتنعوا بعدم قدرتهم على منافسة الهلال داخل الملعب، ولكن وجدوا من الإعلام ساحة لمناكفة ومناوشة الهلال؛ لعل وعسى أن تستمر المنافسة، وتضيق المساحة بين بطولات الهلال وإخفاقات النصر. وهذه حقيقة لا يستطيع هؤلاء النصراويون إنكارها أو نفيها. وما احتفالات الهلاليين بمناسبة تحقيق فريقم البطولة الآسيوية السابعة، والذهاب لبطولة أندية العالم من الملعب، ومناحات بعض النصراويين في الإعلام، هل هذه البطولة الأولى أم الثالثة في دوري أبطال آسيا للهلال؟ إلا صورة ونموذج لواقع مَن ينافس مَن؟!..
وعلى كل حال، صحيح أن بعض النصراويين استطاعوا أن يضعوا ويجعلوا من فريقهم النصر منافسًا لنادي الهلال، ولكن هذا على مستوى الإعلام، أما على صعيد الأرقام وأرض الميدان فهناك فرق شاسع وكاسح بين أرقام الناديين، وطموح الفريقين؛ وهذا يؤكد ما تحدث به وذهب إليه الرئيس التاريخي لنادي الهلال الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- في تصريحه الشهير والمثير في (21 مايو 1993) عقب انتهاء مباراة الهلال والنصر بفوز الهلال برباعية في مرمى النصر، سجلها موسى نداو (هدفين) وحسين المسعري ومحمد لطف، لكل منهما هدف، عندما ظهر الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- وتحدث وقال إن «التنافس بين الهلال والنصر انتهى، وإن الهلال يجب عليه أن يبحث عن منافس حقيقي؛ ليبقى التحدي وتستمر المنافسة».
واليوم، وبعد (26) عامًا من تصريح الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله-، ما زالت هذه الحقيقة قائمة على أرض الواقع؛ والدليل أن الأرقام تتحدث بأن رصيد الهلال من البطولات (59) بطولة، بينما النصر لديه (24) بطولة. ولكن من يتابع المشهد الإعلامي والجماهيري النصراوي يعتقد أن الهلال هو من ينافس النصر؛ والسبب ببساطة أن بعض النصراويين تفرغوا وتفردوا بالانتصارات الإعلامية الوهمية، بينما جميع الهلاليين نجحوا وتفوقوا في العمل والاجتهاد للاستمرار في تحقيق كل البطولات المحلية والعربية والآسيوية؛ وبالتالي الوصول للعالمية من أرض الملعب دون خطابات أو مناشدات، ودون تصويتات أو توصيات.. نقطة آخر السطر!!