لكم في قلوبنا بصمة، نقولها ويقولها الكثير.. بصمة باقية وخالدة على مَرّ الزمان. إنكم الجيل الماضي والقادم والمستقبل.. بكم نرتقي ونتطور بخبرتكم وما تحملون من مكانة، جعلت قلوبنا معكم.. ليس لكم يوم واحد إنما أنتم الأيام والليالي.. لا تسعفنا الكلمات، ولكن تبقى حروفي صامتة.
حقيقة، ما الأيام الدولية إلا مناسبات لتثقيف عامة الناس حول القضايا ذات الأهمية، ولتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجة المشاكل العالمية والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها.
لقد مَرّ علينا اليوم العالمي لكبار السن مرور الكرام؛ إذ كنا في غفلة عن هؤلاء الذين كبروا؛ ويحتاجون منا لكلمة حنان وحب.. نعم، اليوم العالمي للمسنين أو اليوم العالمي لكبار السن هو أحد أعياد الأمم المتحدة، ومناسبة سنوية عالمية، يتم إحياؤها في أكتوبر من كل سنة.
في تاريخ 14 ديسمبر 1990م صوتت جمعية الأمم المتحدة العامة لجعل يوم 1 أكتوبر بمنزلة اليوم العالمي للمسنين المسجّل في رؤية 45-106، وكان أول احتفال لليوم العالمي للمسنين بتاريخ 1 أكتوبر 1991م، أي في السنة التي تليها مباشرة.
حقيقة، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسنين لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، كالهرم وإساءة معاملة كبار السن.. وهو أيضًا يوم للاحتفال بما أنجزه كبار السن للمجتمع.
وهذه الاحتفالية مشابهة ليوم الأجداد في أمريكا وكندا، وكذلك احتفالية التاسع المضاعف في الصين، ويوم احترام المسنين في اليابان.
نعم، المسن، أو كبير السن، أو الكهل (بالإنجليزية: elderly).. مصطلحات تعني في اللغة العربية: الرجل الكبير؛ إذ يقال: أسن الرجل، أي كَبُر، وكَبُرت سنه. وكبار السن أو المسنون جمع لكلمة (المسن). علمًا بأن هذه الكلمة ترتبط عند علماء الاجتماع بسن معينة، هو سن الستين عامًا؛ فالرجل المسن هو من تجاوز عمره الستين عامًا. إنهم الآباء والأمهات.
ونريد أن نعرف حقيقة، هي توافق خطة 2030 توافقًا كاملاً مع أهداف التنمية المستدامة، على أن التنمية لن تتحقق إلا إذا كان هناك شمول للجميع بكل الفئات العمرية، وتمكين المسنين في كل نواحي التنمية بما في ذلك تعزيز مشاركاتهم الفاعلة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فذلك هو السبيل لضمان شمولهم، والحد من التفاوت.
ويتماشى موضوع احتفالية عام 2019 مع الهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة؛ إذ يركز على السبل المتاحة للتعامل مع التفاوت القائم؛ لذا علينا السعي إلى توقيرهم؛ إذ تتعدد حقوق الكبار في السن، وطرق الرحمة والرأفة بهم، وما ذلك إلا من الإحسان لهم، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.. ومن ذلك طيب المعاملة، وذلك بحسن الكلام والخطاب، وإكرام التعامل معهم، والبدء بالسلام عليهم، وذلك من خلال عدم انتظار بدئهم هم بالسلام في حال لقائهم احترامًا وتقديرا لهم.. ويكون ذلك أيضًا بالأدب في الخطاب والوقار، مع مراعاة درجة الصوت التي تناسب سَمعهم وحالهم، دون التعدي في ذلك. وكذلك إحسان الخطاب من خلال مناداتهم بأحب الألقاب إليهم، ويدل هذا على مكانتهم وقدرهم في المجتمع الذي يعيشون فيه. وأيضًا تقديمهم في كل شيء، سواء كان طعامًا، أو شرابًا، أو مجلسًا، أو خطابًا.. علينا بتفقد والدينا؛ لأنهم قدَّما لك الاهتمام والرعاية صغيرًا عن حب وخوف عليك؛ فواجبك أن ترد الإحسان بالإحسان؛ فتعطيهما كل اهتمامك في الإصغاء والزيارة والتفقد اليومي لأحوالهما، وسؤالهما بشكل دائم عن احتياجاتهما ومتطلباتهما.
لنعمل ولنحاول أن نصحح الفكر، ونرجع لأنفسنا، ولنتذكر أننا يومًا ما سنكون مثل ما كانوا، ونحتاج إلى مثل ما يحتاجون.. فنصيحة: هم كبار سن الآن وسيذهبون، وعما قليل ستكون أنت هذا الكبير المسن؛ فانظر ماذا أنت صانع، وماذا أنت زارع.