دأبت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على مساندة شعوب الأمتين العربية والإسلامية وقضاياهم العادلة في سبيل نيلهم حقوقهم المشروعة، حاملة لواء الدفاع عن كرامة العرب والمسلمين في كل مكان وقطع الأيدي العابثة التي تستهدف أمن واستقرار وسيادة دولهم.
والمتأمل في التاريخ السعودي المعاصر يلحظ ثبات النهج العروبي الأصيل لسياسة المملكة منذ عهد الملك المؤسس مرورًا بعهود أبنائه الملوك من بعده، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، هذا النهج الذي كان وما زال وسيظل نبراسًا يقتدى به، ومشعل نور يضيء الطريق، ومثالاً عمليًا للتلاحم العربي الإسلامي المشترك والمنطلق من وحدة المصير والهدف. واليوم تقف المملكة العربية السعودية سدًا منيعًا في مواجهة الأخطار المحدقة بمنطقتنا وعلى رأسها التوغل الإيراني الذي طال أربع عواصم عربية، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، فكانت عاصفة الحزم أقوى رد على هذا التوغل الذي لم يعد يجدي معه أي توافق سياسي، ذلك أن طهران قد أمعنت في انتهاك سيادة الدول العربية والتدخل في شؤونها الداخلية على نحو سافر، الأمر الذي دفع المملكة إلى التصدي لدور تاريخي عظيم، يقع ضمن منهجيتها السياسية المتجذرة، وعقيدتها الراسخة وعمقها الروحي والإستراتيجي، فتحملت بالنيابة عن أبناء منطقتنا العربية كلفة المواجهة، مع تصميمها على ضرورة ردع الممارسات العدوانية لإيران والحد من تدخلاتها الشنيعة في منطقتنا العربية. وينبغي الإشارة إلى أن ما تعرضت له شركة «أرامكو» في محافظة بقيق السعودية من اعتداء إرهابي آثم، تقف وراءه إيران بالتخطيط والتنفيذ عبر أذرعها الإرهابية وميليشياتها المنتشرة شمالاً وجنوبًا، شكل رسالة واضحة للعالم بأسره، مفادها أن إيران تسعى إلى ضرب مصادر الطاقة، وبالتالي تقويض الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا، وأنها هي من تدفع باتجاه التصعيد العسكري في المنطقة. وقد جاء حوار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع قناة «سي بي إس» الأمريكية ليبرهن على حقيقة سياسة المملكة وحرصها على السلام الإقليمي والدولي وإيمانها بالحلول السياسية التي تدفع باتجاه نزع فتيل الأزمات والتوترات في المنطقة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن العالم معني بإيقاف هذا التوغل الإرهابي لإيران والحد من خطورتها على أمن مصادر الطاقة. ختامًا فإننا كعرب ومسلمين وفلسطينيين على وجه الخصوص نجل ونقدر للمملكة دورها المشهود في دعمنا ومساندتنا، مستذكرين أياديها البيضاء الحانية وعطاءها الأخوي النابع من إيمان خالص بعدالة قضيتنا وما عانيناه من ظلم وشتات وانتزاع لحقوقنا المشروعة في أروطننا فلسطين، وما قدمناه من تضحيات بطولية في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية الأعتى في التاريخ. وبودي أن أوجه رسالة إلى أبناء وطني ممن يتماهون مع الخطب الرنانة والشعارات الواهية التي يطلقها الإيرانيون، زاعمين مساندتهم لنا في سبيل استعادة القدس، بأن لا تنغروا بأكاذيبهم، فإيران تتاجر بقضيتنا من أجل تحقيق أهدافها التوسعية الخبيثة، مع يقيني المطلق بأن ما يجمع طهران وتل أبيب من مصالح أكبر بكثير مما يفرقهما. وبالتالي ينبغي أن نتوحد ضمن حاضنتنا العربية مع أخوتنا الصادقين. نصر الله المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة وشعبها العربي الأصيل.