يوسف المحيميد
بعدما انشغل العالم بعرض الفنان الإيطالي كاتيلان الموزة المثبتة بشريط لاصق على جدار في معرض آرت بازل في ميامي، وبيعها بنحو120 ألف دولار أمريكي، رد المتحف العربي - الأمريكي القومي عليها بتعليق «شاورما» على حائط المتحف. وطبعًا ليس الهدف من شاورما العرب - الأمريكان البيع أو الاقتناء، وإنما لفت الانتباه إلى متحفهم. ولا أعرف دلالة الشاورما العربية مقابل فكرة الموزة التي روجت الأنباء إلى أنها تشير إلى رمز التجارة العالمية، رغم أن الفنان الإيطالي الساخر أطلق على العمل «كوميديان»، في إشارة إلى توقعاته المبكرة حول ردود التلقي الساخرة. وربما كان على الفنانين العرب الأمريكان، وصوتهم المسموع هناك، لفت الانتباه إلى مآسي العالم العربي أسوة بفنانين سوريين كُثر، على رأسهم الفنان السوري أكرم أبو الفوز الذي يرسم على مخلفات رصاص رشاش طائرة عيار 36، وقد خط عليها أسماء مدن في محافظة إدلب والشمال السوري، مرفقًا إياها بعبارة «إدلب تحت النار»؛ فهكذا يمثل الفنان نفسه وواقعه المُر.
هذا العمل الساخر، أو الساذج، جذب الكثير من المقلدين، ولم ولن تكون شاورما العرب آخرها، لكن علينا ألا ننسى أيضًا أن فنانًا سعوديًّا، اسمه جاسم الضامن، سبق الإيطالي كاتيلان بعامين، وقدم عملاً مشابهًا في مهرجان «تراثنا حبنا»، عبارة عن تمرة باسم «جوهرة سعودية»، وقد كتبتُ عنه قبل سنتين في هذه الزاوية مقالاً بعنوان «الفن وتمرة الضامن» متحاملاً على سذاجة العمل، لكنني اكتشفت الآن أن الضامن كان سبّاقًا لعصره.. ولو كانت آلة الإعلام لدينا قوية كالإعلام الأمريكي لطارت شهرة الضامن في العالم قبل أن يفعلها صاحب الموزة. ولعل ميزة الفنان السعودي أنه استطاع المحافظة على تمرته داخل صندوق زجاجي؛ ليحميها من فضول الزائرين الجائعين، ولئلا تتعرض لما تعرضت له موزة الإيطالي التي انتزعها الأمريكي ديفيد داتونا، وهو فنان أداء، من الجدار، والتهمها مبتسمًا أمام الكاميرات!