طوكيو - عوض مانع القحطاني:
قامت «الجزيرة» بزيارة إلى المعهد العربي الإسلامي لتعليم اللغة العربية في دولة اليابان، حيث اطلع الوفد على برامج المعهد المتنوعة التي تخدم الدارسين من الطلاب اليابانيين. وقال مدير المعهد العربي الإسلامي د. عبدالله آل مبارك: إن المعهد ذو تاريخ قديم جداً، حيث تم إنشاؤه عام 1982م من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من أجل تدريس اللغة العربية لغير الناطقين وشعوب العالم. وأكد آل مبارك أن الشعب الياباني محب للمملكة، ولديه الرغبة لمعرفة العلوم الثقافية والأدبية وتاريخ وحضارة المملكة.
وأشار إلى أن المعهد يعمل على إقامة برنامج تعليم للغة العربية، وهو مكوّن من برنامجين: (صباحي ومسائي)؛ وعدد الطلاب الملتحقين بهذه البرامج 354 طالباً وطالبة من مختلف الأعمار.. ولدينا قبول جداً في المجتمع الياباني، ويساند العمل التعليمي في هذا المعهد بالعمل الثقافي من دورات وأنشطة لا منهجية خارج إطار التعليم باللغة العربية.. كذلك المعهد يشارك في الأعمال التي تمثل المملكة في دولة اليابان الصديقة والأنشطة التي تتعلق بالجانب الياباني.
وأشار إلى أن هناك مناسبة بعد أيام سيقام متحف وطني نعرض فيه حضارة وتراث المملكة وسيكون في مدينة (أيو كاهام)، وستكون السعودية حاضرة ممثلة بهذا المعهد العربي.
وأضاف آل مبارك بأن المعهد له نشاطات كثيرة منها البحث والترجمة والتعليم، خاصة أن اليابانيين متفوقين في كتاب الترجمة والرواية.. وبيّن بأنه يوجد في المعهد أكبر مكتبة للعلوم العربية على مستوى اليابان يقصدها الأشخاص، بالإضافة إلى إعادة هذه الكتب لمن يحتاجون لها، كما أن للمعهد نشاطاً آخر وهو الاهتمام بالجاليات المسلمين في اليابان، حيث تقام صلاة الجمعة داخل حرم المعهد وكذلك الأعياد وبعض المناسبات التي تهم الجاليات لكون المسجد الموجود داخل المعهد يتسع لحوالي 450 مصلي وعدد من السفراء العرب.
وأوضح آل مبارك بأن المملكة ليست متحيزة لأيّ عرق مقارنة بالمساجد الأخرى في اليابان، حيث تجد خطب هذه المساجد بلغة الجالية ذاتها، بينما نحن نترجم خطب الجمعة بعدة لغات: العربية واليابانية والإنجليزية والهندية.. ونحن حريصون في خطب الجمعة وصلاة الأعياد والمحاضرات أن نركز على السلام والمحبة ونبذ العنصرية والتطرف والإرهاب وأن نقدم الدين الحقيقي كما أنزله الله على المسلمين.
وأوضح آل مبارك بأن المملكة تدعم وتساند كل عمل يخدم الإسلام والمسلمين ويعرف بحضارة وتاريخ الشعوب العربية والإسلامية، وما تحتويه من ثقافة وعلم وحضارة وتشجيع الجالية المسلمين بالاندماج مع الشعوب بطرق سلمية تبين سماحة الإسلام ونحن ننبذ الإرهاب والتطرف والتزمت ونرفض نشر ثقافة العنصرية والطائفية البغيطة التي تعاني منها كثير من الدولة.
وقال: إن العاملين في المعهد هم من الأشقاء العرب وتنوع في الجوانب الإدارية من الأصدقاء اليابانيين.. موضحا بأن برنامج اللغة مدته سنتان، نهدف فيه الإخوة اليابانيين، ويأتي لنا من بعض الجنسيات الصينية الذين لديهم رغبة لأن هناك ساحة للفصول لا يمكن تجاوزها.
وبين بأن عدد الخريجين بلغ أكثر من 3000 طالب وطالبة أجادوا اللغة العربية.. مؤكداً بأن لدى المعهد التعليم عن بُعد، وهي خطوة ناجحة سعت لها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالتعاون مع الجامعات اليابانية من خلال برنامج تم وضعه، ولدينا جانب مهم من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع الجامعات اليابانية في 11 جامعة لتدريس اللغة العربية في فصول الجامعات من خلال معلم من المعهد عبر الشبكة لتعليم أساسيات اللغة العربية وهي عبارة عن كورسات ملزمة لمن أراد ذلك، وليست من أساسات المواد، بحيث يحصل الطالب على دبلوم.. ولعلنا نرى في المستقبل في تغيير منظومة المملكة من خلال رؤية المملكة 2030.. مؤكداً بأن المجتمع الياباني ليس كأي شعوب أخرى، بل هم شعب يتقبل التعليم بسرعة.. شعب محب للغات الأجنبية، اليابان لديها ثقافة عريقة جداً ولها طابع خاص ويعرف جميع المذاهب، ويرغب تعليم الثقافة والأخلاق العربية.
الطلاب يثنون على دور المملكة
وقد التقت «الجزيرة» بعدد من الدارسين في المعهد من أبناء الجالية اليابانية حيث أثنوا على ما يقوم به المعهد من جهود لتعليمهم اللغة العربية.. حيث أكدت إحدى العاملات في المعهد بأنها كانت قبل 13 عاماً تدرس اللغة العربية وأصبحت اليوم تعمل في المعهد.. وآخر يقول كنت أعمل مهندساً في مجال البترول في المملكة قبل أربعين عاماً، وأنا محب للسعودية وأريد أن أطور لغتي العربية.. وآخر يقول سوف أعمل في إحدى سفارات اليابان وأريد أن أتعلم.
وإحدى الدارسات تعمل في مجال الإعلام تقول: أصبحت اللغة العربية ضرورية لي.. وأخرى تقول أحب الطبخ العربي وهو ما جعلني أحب التعليم باللغة العربية وأصبحت أطبخ جميع الأصناف.. وآخر يقول اللغة العربية صعبة جداً، ولكني أحاول أن أتعلمها.. وآخر يقول قرأت كتاباً باللغة اليابانية عن أحد العباقرة العرب وشدني الكتاب لتعليم اللغة العربية، وآخر يقول: أحب الحضارة العربية.. وآخر يقول قصص رحلات الحج كانت فيها معاناة لغير السعوديين.. وهناك قصص.. وإنني اتجهت لتعليم اللغة حتى أكتب عن الحج.. وأخرى تقول شدتني الخطوط التي على جدران المساجد فرغبت اللغة العربية.. وآخر يقول: شدني أحد الأفلام التاريخية العربية، وأخذت أتابعه مما جعلني اشتاق أن أتعلم اللغة. وأخرى تعمل في مجال القضاء الياباني.. أريد أن أجيد اللغة لكي أسافر إلى البلدان العربية وأنشئ مشروعات في الدول لأني أعشق الدول العربية.