فهد بن جليد
اليوم يُسدل الستار على موسم الرياض في موعده الرسمي المحدد، ولكن الفعاليات الأكثر إقبالاً لن تتوقف وستبقى أبوابها مفتوحة لتضرب موعداً جديداً باستقبال مدينة ونتر وندرلاند، والمربع، والسفاري، وصحاري الرياض، الزوار حتى 18 يناير المقبل، بينما سيتم تمديد منطقة الرياض بوليفارد إلى نهاية شهر مارس 2020، وهذا دليل على أنَّ موسم الرياض لم يكن موسماً عادياً، فقد قدم نفسه مُنذ البداية (كحاضن رئيس) للبهجة والمرح والترفيه، واستطاع باقتدار كبير أن يصبح محط أنظار المنطقة والعالم من خلال تقديمه لمفهوم مبتكر عن الترفيه وصناعته في السعودية، لتغدو معه الرياض واحدة من أهم مدن الجذب السياحي كخطوة جادة نحو جعلها ضمن أول (4 وجهات) ترفيهية عالمية تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، الأمر الذي خلق فرصاً استثمارية ووظيفية ساهمت بانتعاش الاقتصاد وتحريك الأسواق ودفع عجلة النمو.
عملياً لن يتوقف الترفيه الذي خلَّفه الموسم في الرياض -برأيي- وذلك لأنَّ صُنَّاع البهجة والمرح حول العالم عرفوا الطريق جيداً نحو العاصمة السعودية، وباتوا على دراية ويقين من نجاح فعالياتهم نتيجة تعطش الجمهور السعودي لها وإقباله عليها، ولوجود أرض خصبة تُساعد على ذلك، لذا أعتقد أنَّ هؤلاء النجوم وشركات صناعة الترفيه العالمية ستضع الرياض دوماً على قائمة وجهاتها واهتماماتها، فهؤلاء هم من سيخطبون ودَّ هيئة الترفيه السعودية لاحقاً ليضمنوا لهم موطئ قدم في أرض الأحلام، ما يعني أنَّ الفعاليات والأنشطة الترفيهية والفنية لن تتوقف وسنشهد المزيد منها، لتعكس الجهود المضنية من هيئة الترفيه في إعداد وتقديم ما يناسب مختلف الأعمار ويلبي كافة الأذواق والشرائح، ولعلَّنا على بعد أيام قليلة (في نهاية الأسبوع تحديداً) على موعد مع أضخم حدث موسيقي في الشرق الأوسط MDL Beast الفعالية التي تعد مسك الختام لموسم الرياض بمسارحها الخمسة التي تم إنشاؤها خصيصاً لهذا الحدث، لتؤذن وتؤكد بأنَّ عجلة الترفيه في الرياض بشكلها الجديد لن تتوقف، وسنشهد حتماً مواعيد وأحداث جديدة تتناسب مع الذائقة المرتفعة للجمهور، والتي لم تعد تقبل بمستوى وحرفية أقل ممَّا شهده الموسم في (دورته الأولى).
على الجانب الآخر، لا أعتقد أنَّنا ننتظر مستوى تنظيمياً واحترافياً في أي من مواسم السعودية العشرة الأخرى أقل ممَّا قُدم في موسم الرياض، والذي وضع الخارطة الصحيحة للعمل الاحترافي الترفيهي، وأسَّس برأيي لمستوى جديد لصناعة الترفيه في السعودية، عكس قدرة أبناء المملكة على الإنجاز والإبهار بانتظام ودقة واحترافية.
وعلى دروب الخير نلتقي.