د.ثريا العريض
ذكرت أن دول الخليج - وهي تقف أمام خطرين في الجوار: السعار الإيراني للتوسع إقليميًا بمرجعية مذهبية تستنفر الطائفة الشيعية، وأحلام الخلافة العثمانية بمرجعية سنية تغازل حلم التسلط الإخواني - تواجه عددًا من التحديات أولها السكانية وثانيها الاقتصادية؛ وأتبع بقائمة تحديات أخرى:
3- على جبهة العلاقات البينية ما زال التوتر قائمًا بين قطر ودول المقاطعة وهي المملكة العربية والبحرين والإمارات. وكان المتفائلون يتوقعون مصالحة تنتهي الخلاف باتفاق نهائي، ولكن لم يتعد المنجز انفراجات محدودة.
4- على الجبهة الأمنية يستمر التحدي داخليًا للمحافظة على استدامة إيجابية المستقبل ونزع فتيل تأثر فئات متنوعة من السكان، خاصة الشباب، باتجاه الغلو والتمذهب والتسيس، المهدد للاستقرار. ويسهم في التوجه السلبي تصاعد تصدعات الجوار، حيث تبدو دول الخليج الآن محاطة بمناطق الصراعات المتأججة، شمالاً في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وجنوبًا في اليمن.. ما يؤدي لاستنزاف مواردها في دعم اقتصاديات الدول الصديقة ليس بصورة استثمار بل فقط لتثبيت الاستقرار سياسيًا ومجابهة الإرهاب.
5- وتواجه دول الخليج شرقًا تزايد تعنت إيران وتنامي قدراتها العسكرية النووية هجوميًا.. كما تتصدى لأهواء تركيا وتطلعاتها للسيطرة على المنطقة وشرق وجنوب المتوسط. ومع تغير سوق النفط وزيادة العرض من النفط الصخري وتقلص الطلب على نفط الخليج، وضغوط اللوبي الصهيوني تواجه دول الخليج احتمال تغير مواقف أمريكا والغرب نحوها.
6- وعلى الجبهة الثقافية يواجه المنطقة الخليجية بقايا التأثير الفكري للممارسات والأعراف الموروثة السلبية، خاصة التصنيفية المتسمة بالعنصرية والتمييز. كما تواجه النخر في القيم العامة بسبب تأثيرات مرحلة الطفرة المادية في الثمانينيات، مثل تنامي نزعات الإتكالية وضعف المبادرة الفردية، واعتياد ما جلبته ملايين العمالة الأجنبية من ممارسات هدامة. ومن تأثيرات مرحلة التسعينيات تقبل عقلية السرب، والميل المنحرف إلى الغلو والإقصائية حد العدائية والتكفير.
هناك إذن 10 تحديات؛ خمسة منها تخصنا داخليًا وخمسة تحديات تمس علاقاتنا الخارجية.
1 - استدامة النمو الاقتصادي.
2 - استدامة توجه التنمية (خدمة المواطن، المشروعات، الفرص).
3 - الحفاظ على الأمن الداخلي.
4 - توطيد العلاقات البينية.
5 - ترشيد الأوضاع السكانية.
6 - التعامل مع مستجدات الأوضاع الإقليمية.
7 - التعامل مع مستجدات الأوضاع العالمية.
8 - التفاعل بفعالية مع متغيرات الاقتصاد العالمي.
9 - الحفاظ على الأمن الخارجي.
10 - الاحتفاظ بتميزات المكتسبات التي تحققت فرديًا.
ويبقى أهم تحدٍ مصيري أمام دول الخليج في الأوضاع القائمة هو عدم اتفاق دول مجلس التعاون على موقف موحد مما سبق ذكره من القضايا والتحديات. من هنا جاءت أولوية تركيز القمة الخليجية الـ40 على تماسك المجلس ككيان والإجراءات التكاملية أولوية مصيرية. والمستقبل واعد بتحقق الطموحات.