أمتع الشيخ محمد بن علي الشنقيطي، المستشار الشرعي المعروف في ليلة عطرة، الحاضرين في اثنينية الذييب. حيث تناول الشيخ شرحاً لسورة نبي الله يوسف مركزاً في محاضرته على صفة الإحسان وكيف تحلى بها يوسف عليه السلام طوال مشوار حياته منذ أن كان طفلاً صغيراً إلى أن أنعم الله عليه بالمكانة المرموقة في مصر. فبالرغم من تعامل إخوة يوسف معه إلا أنه فضل الإحسان إليهم على أن ينتقم مما اقترفوه في حقة متحلياً في ذلك بأخلاق النبوة والأدب الرباني الذي كان صفة مشتركة فيمن اصطفاهم من عباده ليبلغوا رسالته، وقال الشيخ في محاضرته: «إن سورة يوسف وقصته هي أحسن القصص القرآني حيث يقول الله عز وجل: «نحن نقص عليك أحسن القصص». وبدأت السورة الكريمة برؤية ليوسف عليه السلام وانتهت بتعبير هذه الرؤية».
وأضاف الشيخ الشنقيطي: «إن القارئ للسورة، سيكتشف أن كلمة الإحسان تكررت في هذه السورة خمس مرات، كما وصف يوسف عليه السلام بالإحسان خمس مرات أخرى ليثبت الله تعالى أنه ومع كل هذه التغيرات التي حدثت في حياته لم يتخل عن صفة الإحسان مهما كان الموقف صعباً». وبين الشيخ مواقف الإحسان التي تحلى بها يوسف عليه السلام والتي منها إحسانه لأبيه والعلاقة التي بينه وبين أبيه يعقوب حيث تجلى ذلك في مصارحته له بالرؤيا التي رآها بداية السورة، والامتثال إلى أمره بألا يرويها على إخوته، وهناك أيضاً الإحسان في العقيدة ويتجلى ذلك في حسن ظن يعقوب عليه السلام في الله سواء في قوله: «ويتم نعمته عليك» وحتى في قوله: «عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً»، كذلك أحسن يوسف عليه السلام الظن بالله عندما سمع إخوته يتآمرون عليه ومع ذلك فوض أمره كله لله، وليس أدل على قمة الإحسان من تعامل يوسف مع إخوته حيث أحسن وفادتهم ومنحهم ما طلبوا من الغذاء ولم ينتقم منهم. بل والأكثر من ذلك أنه خاطبهم بصفة الأخوة حينما قال: «من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي». وتحدث الشيخ الشنقيطي في آخر محاضرته عن قصة يوسف مع امرأة العزيز وكيف فضل السجن والمهانة على أن يعصي الله ربه. وذلك لمخافته من خالقه واحترامه للشرف والأمانة وهو من الإحسان للناس. حتى عندما أمر الملك بإخراجه من السجن رفض حتى يتم التحقيق في سبب دخوله وتعلن براءته. إنه الإحسان للنفس التي كرمها الله وأمرها بالتنزه عن كل ما يدني منزلتها».
وفي ختام الأمسية تقدم حمود الذييب بجزيل الشكر والامتنان للشيخ الشنقيطي وسلمه درعاً تذكارياً من الاثنينية.