د.عبدالعزيز العمر
لا جدال أنه استوطن تعليمنا خلال العقود الماضية عديد من الأمراض والعلل التي أنهكت نظامنا التعليمي، وتسببت في ظهور مخرجات تعليمية هزيلة تعليميًا وتربويًا، وأنا لا أقول هذا الكلام تخمينًا من عندي أو رجمًا بالغيب، فكل المؤشرات وكل الأحداث التي مررنا بها تشير إلى صحة هذا الادعاء، وأخيرًا تأكَّد لنا تواضع تعليمنا عندما وضعتنا نتائج مقاييس إنجازات طلابنا التعليمية الوطنية ونتائج مقاييس إنجازات طلابنا على المستوى الدولي أمام الحقيقة الساطعة.
وبهذه المناسبة يجب أن نسجل هنا تقديرنا العالي لنظامنا التعليمي الذي مارس نقدًا ذاتيًا عندما كشف للجميع ضعف وتواضع مخرجاته، فهذا إنجاز بحد ذاته. ويبقى أمام تعليمنا تحدٍ لا يقل شراسة عن عملية التشخيص، وهو وضع خطة إصلاح ومعالجة وطنية تنطلق من نتائج التشخيص الذي كشف عن مواطن ضعف تعليمنا. وهنا لا نتوقع إطلاقًا أن يعقد وزير تعليمنا اجتماعًا مع كوادره الإدارية والقيادية ليخرج علينا من القاعة وهو يحمل في يده روشتة الإصلاح، إصلاح التعليم مهمة وطنية غاية في التحدي، ولا يمكن أن يتصدى لهذه المهمة وزارة أو جامعة أو هيئة، المطلوب لإصلاح التعليم هو أن تتضافر وتتكامل كل الجهود الوطنية التي تسهم بها كل القطاعات الحكومية والخاصة، وكل المفكرين الذي يعنيهم شأننا التعليمي (stakeholders)، ومن وراءهم دعم سياسي يسقط كل معوق.