د. صالح عبدالله الحمد
دخل السرطان الفارسي للأسف، للبلدان العربية، وخاصةً سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن، وحتى بعض دول مجلس التعاون، وما زال هذا السرطان الخبيث، ينخر في جسم وأجساد هذه الدول، فنحن نشاهد الآن المعاناة التي تعانيها تلك الشعوب في تلك الدول، من جراء هذا التدخل السرطاني الفارسي السافر، الذي أنهك البلاد، والعباد، ونشر الظلم والقهر والفساد، في هذه الدول. ولذا نحن نشاهد الآن انتفاضة هذه الدول بمحاربة هذا السرطان الخبيث، ومحاولة طرد الفرس والاعتراض على التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، وكل شعوب هذه الدول الذين كانوا للأسف متعاطفين مع هذا السرطان لمطابقته طائفياً لهم، إلا أن الحقيقة قد اتضحت، وأن الهدف من دخول هذا السرطان ليس مساعدة هذه الشعوب وإنما الهدف الحقيقي هو نهب مصالحها، وخيراتها، بزرع الأذناب والخونة والفاسدين في هذه الدول، من أهلها وأبنائها الخونة، كما هو مشاهد في سوريا، ولبنان، حيث يوجد حزب الشيطان، ومنظمة أمل التي يرأسها الخائن نبيه بري، الذي يتربع على قمة مجلس النواب اللبناني منذ أمدٍ بعيد، وأما نصر الشيطان فالكل يعرف هذا المعتوه ودفاعه المستمر عن أسياده الفرس الخبثاء، عليه وعليهم من الله ما يستحقون. كما أن اليمن هو الآخر بدأت بعض الشخصيات معرفة الهدف الحقيقي، من اللعبة، ولقد اتضح كل شيء، حتى إن الشعب الفارسي الحقيقي امتعض هو الآخر وانتفض ضد ملاليه، بسبب ما يلاقيه من قمع، وغلاء معيشة، وتقتير، وحينما أقول الشعب الفارسي الحقيقي الذي تتكون منه الدولة الفارسية فهم الفرس الحقيقيون الذين يمثّلون نسبة الثلث من الشعب الإيراني وهم في المقدمة، أما البقية فهم العرب، والأكراد، والبلوش، والترك، والأذربيجانيين، في حين أن الطائفة الشيعية تشكّل 60 % وهم ليسوا من طبقة واحدة، فهناك الفرس الشيعة، ويعتبرون مواطني الدرجة الأولى في إيران، ثم هناك غيرهم من الأعراق كالعرب، والأذريبجان، والبلوش، والترك، لكن المعاملة لهذه الأعراق تختلف وللفرس الشيعة امتيازات لا يحصل عليها بقية الأعراق الأخرى، وبخاصة العرب الذين يقعون ضمن حدود مملكة الأحواز العربية، التي يقع ساحلها الشرقي على الخليج العربي، حيث حقول النفط، والغاز، والمعادن الثمينة، والثروة السمكية، وفيها الموانئ الرئيسية، بندر عباس، وبوشهر، التي تضم أكبر المفاعلات النووية وبدون الأحواز ليس للفرس إطلالة على الخليج العربي. والأحواز احتلها الفس عام 1925 ، وأطلقوا مشروع إلغاء الهوية العربية، ومحو ثقافتها، وتاريخها، ولغتها، للأسف على الرغم من أنها تنتج 80 % من النفط الفارسي، وهي الأكثر فقراً، والأقل نمواً، كما أن سياسة العمل والتوظيف والقبول الجامعي ضدهم متحيزة، وضد الأقليات غير الفارسية الأخرى عموماً، أما المناصب القيادية في الدولة والجيش فهي مخصصة للفرس الشيعة ولا يسمح لغيرهم بذلك، ومع هذا انتفض الفرس الشيعة ضد ملاليهم نتيجة تردي الأحوال المعيشية والغلاء والقهر والتقتير..
أعود للعراق الذي ارتمى في أحضان هؤلاء الفرس الطغاة، وتمدَّد السرطان الفارسي الخبيث واستقبله الأذناب والخونة والفاسدون يتقدمهم المالكي، بل إن العامة من الشيعة العراقيين استقبلوا خنازير الفرس تجاوباً للطائفية وصارت فرصة سانحة لنهب خيرات العراق وثرواته، المختلفة بمساعدة الأذناب الفاسدين، ومن على شاكلتهم، وبعد أن اتضحت الرؤى والحقائق وعرف العراقيون حقيقة هذا السرطان، الخبيث، وأهدافه السوداء وقفوا الآن وانتفضوا، بعد أن حصحص الحق لهم وإن كان ذلك متأخراً فهو خير من الاستمرار بالانصياع لهؤلاء الفرس الخنازير اللهم انصر العراقيين، الشرفاء، على الخونة والفاسدين في بلدهم أولاً، وعلى الفرس ثانياً، اللهم اجمع شمل العراقيين، ووحّد صفوفهم، ليعودوا إلى حضنهم العربي وليجتثوا هذا السرطان الفارسي ويطردوه من بلادهم ويلحقونه بالخونة والفاسدين والأذناب العراقيين عليهم وعلى الفرس من الله ما يستحقون. اللهم من أراد بالعراق وبجميع الدول العربية والإسلامية شراً فأشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، وأرنا به يوماً أسود..
عاشت العراق حرةً أبية لا مكان فيها للخونة والفرس، والله ينصر المخلصين على أعدائهم وتعود العراق عراقاً كما كانت، آمين.