رقية سليمان الهويريني
مع يقيني التام أن اكتتاب «أرامكو» لن يكون أكبر حدث يمر في بلدنا، حيث سنبهر العالم؛ إلا أنني سعيدة جدًا بنجاح الاكتتاب وفشل رهان المرجفين مما يؤكد زخم الثقة بالحكومة الذي ما فتئ يدلس به المغرضون!
وسأفرط في التفاؤل وأنا أراهن بثقة على النجاح المذهل للخطط التي يرسمها قادة هذا البلد، وكما تأخرنا عن الركب أربعين عامًا سنقفز بحول الله خمسين أو ستين عامًا خلال سنوات قليلة، ونترك الركب خلفنا!
إن التشكيك الذي صاحب فكرة الطرح ومن ثم الاكتتاب وبدء التداول لأكبر شركة مدرجة في التاريخ خيّب آمال المثبطين وبدد ظنون الجهلة والأعداء الذين قادوا فئة غير واعية فترددوا بالدخول في مضمار المكاسب؛ هو في واقع الأمر نجاح حيث سيعيد عدد كبير من الأفراد حساباتهم في المستقبل وتعزيز الثقة في حكومتهم ودحر المرجفين!
إن صناعة التاريخ لا تأتي بمكاسب الحروب والهيمنة السياسية والاقتصادية بقدر ما تسجله صفحات التاريخ من إرادة وتحدي الصعاب والإيمان بالقدرات وجعل العمل واقعًا عمليًا وملموسًا بحيث يستفيد منه كافة أفراد الشعب مما ينعكس على معيشتهم ورفاههم.
ولما كان طرح أسهم اكتتاب «أرامكو» أحد وعود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ فاليوم تتربع «أرامكو» وتتخذ مكانتها كأعلى قيمة سوقية لشركة في العالم بتجاوز تداولها تريليونين، وستحقق لبلدنا نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني بتسريع تنفيذ خطط التنمية وتنويع مصادر الدخل الحكومية بما يتماهى مع الآلية التي تقوم عليها رؤية المملكة 2030 وكذلك استثمار للفرد بتداولها أو الحصول على أرباح سنوية.
ولئن غيرت «أرامكو» معالم الاستثمار العالمي التقليدية، حيث صعدت بالسوق السعودي ليقف ضمن العشرة الأوائل عالميًا فهو ليس نجاحًا فحسب بل هو تفوق مما يجعلنا نعتز به ويحملنا مسؤولية الحفاظ على هذا المكسب العظيم والسعي لتطويره.
وحيث كانت شركة أرامكو أثناء إنشائها قصة كفاح، فإن إدراجها وتداول أسهمها كانت رواية نجاح.