د.عبدالعزيز الجار الله
خلال أيام قليلة ومتتالية أعلنت المملكة ميزانية 2020 واجتماعات مجلس التعاون الخليجي 2019م، وتداول أسهم أرامكو، وهي من المسائل التي كانت في السابق تستنزف الجهات للتحضير والاستعدادات قبل زمن طويل، وربما تحتاج إلى جهود تنظيمية تعطل فيها بعض المصالح وتغلق الشوارع وتعطل الدراسة، ولكن بعد تنظيم القمة الإسلامية حضرتها (55) دولة إسلامية بحضور الرئيس الأمريكي ترامب 2017م، وإقامة القمم الثلاث بمكة المكرمة في ليلة واحدة في رمضان الماضي 1440هـ، وقبلها مؤتمرات عديدة أصبح الأمر إجرائياً سريعاً وثقافة تنظيمية في ظل مجموعات عمل قادرة على التنظيم والإعداد السريع بكل مهارة وإتقان.
هذه النجاحات تدل على تطور وإنجاز يلاحظ في احتفالات موسم الرياض والعروض الضخمة التي تعيشها الرياض هذه الأيام في كل أركانها وزواياها، وهي مؤشر على إدارة جديدة وجيل جديد وروح جديدة داخل البيئة والمجتمع السعودي لم تكن حاضرة في السابق، إذن هناك تغيرات إدارية واجتماعية وثقافية نشهدها، وبالمقابل لم تأتِ مصادفة، فالجامعات التي توالي تخريج الطلاب سنوياً في تخصصات متنوعة، وجهات الأعمال الوظيفية المدنية والعسكرية من وزارات وهيئات وقطاع خاص متدربة وممارسة ومهنية، كذلك القطاعات الاقتصادية والتخصصية في التنظيم والإعلام والعلاقات العامة والإدارة والتسويق، مكّنت المملكة من أن تتشكل لديها فرق عمل عديدة قادرة على التنظيم والإدارة السريعة واستقبال وفود داخل مدينة هي الرياض يصل تعددها (7) مليون نسمة، ومنطقة الرياض تجاوز سكانها (8) ملايين.
نحن على أعتاب اكتمال مرحلة جديدة من الأداء والعمل لأن التنمية الاقتصادية والحضارية جاءت متوازية مع التنمية التعليمية والمهنية في معظم التخصصات التي أفرزت لنا جيل سعودي جديد يمتلك الأدوات لإنجاح الأعمال وله تجارب ميدانية في مجالات عدة إتاحتها له الأعمال والمشروعات التي نفذت في السنوات الخمس الماضية والتي وصفت بالكثيفة والمتعددة، قامت على جيل من الشباب وتميزت بالعمل النوعي والمواكبة لمقاييس النجاحات الدولية.