الجزيرة الثقافية - د. فيصل خلف:
قبل أن أتطرق إلى الحديث عن المركز الواقع في الكويت الحبيبة، دعوني ألقي نبذة تعريفية عن الشيخ عبدالله السالم.
هو الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح.
حصلت الكويت على استقلالها عن المملكة المتحدة إبان حكمه، وكان يُنادى بعدة ألقاب من الشعب الكويتي ومنها أبو الاستقلال.. وأبو الأيتام لمحبته ورعايته للأيتام، وكان مُحبًا للعلم والأدب والتاريخ ومعرفة الأنساب.. وغيرها.
افتتح مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، حديثًا في عام 2018 واستغرق 1143 يومًا لإنشائه ويحتوي على 1100 معرض وكذلك 3000 قطعة معروضة و96 جهة متخصصة ساهمت بإنشائه و13 بلدًا من حول العالم شارك في قيامه، ويقع على مساحة تبلغ 130،000 متر مربع، بدعم من الديوان الأميري.
الشباب الكويتي في المركز يتعامل بكل احترافية ولطف، وسعر التذكرة شيء لا يذكر ومناسبة جدًا للجميع، وذكرت بعد زيارتي للمركز بأنني سأكتب عنه، ولابد من هذا.. لأنني رأيت في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، من إمكانيات عالمية ومميزة، وخدمات مناسبة للجميع صغارًا وكبارًا.. حتى ذوي الاحتياجات الخاصة.
يُنظم مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، المهرجان الثقافي وهو حدث سنوي يحتفل بعادات وتقاليد فريدة لمختلف ثقافات الدول حول العالم، وفي هذا الشهر عن كوريا الجنوبية.
المركز يحتوي على عدة فروع، وكل فرع يجعلك تلامس الواقع من خلال التعامل، على سبيل المثال متحف العلوم العربية الإسلامية، وأكثر ما أعجبني التفاعلية في متاحف المركز، وكوني طبيبًا شَدَّني فرع الطب، ونحن العرب والمسلمون ساهمنا باكتشافات وأظهرنا أفكارا وعلوما نيّرة سرعان ما انتشرت في أرجاء كوكب الأرض، ولفت نظري الأدوات الطبية التي كانت تستخدم وكذلك النباتات الطبية.
للفن الإسلامي تواجد وكان للفنانة السعودية القديرة لولوة الحمود مشاركة مميزة استوقفتني، عنوانها «كن فيكون».
أجمل ما في رحلة المركز، هو أنني أعرف بأن بندر -وهو أحد أقاربي- بعيد كل البعد عن المتاحف، وسَعد بهذه التجربة، وعلى ما يبدو أنها أول مرة.. ولن تكون الأخيرة، وأنا على يقين بأنها لن تكون الزيارة الأخيرة لهذا المركز سأزوره لاحقًا، باختصار شديد مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي من أجمل وأفضل وأرقى المراكز الثقافية على مستوى العالم.