محمد عبد الرزاق القشعمي
عرفت الأستاذ أحمد محمد عيسى طاشكندي مبكراً من خلال مقالاته التي كان يهاجم بها شركة أرامكو ويطالبها بمساواة العمال السعوديين بغيرهم سواء بالرواتب والمساكن أو وسائل النقل والاستشفاء والعلاوات التي تمنح للأمريكان بالدولار ومثلها بالريال للسعوديين بالنسبة نفسها، وعندما تنتهي بعض الأعمال أو المشاريع تُستغنى عن العمال أو تُخفض رواتبهم وغير ذلك، وكان ذلك بعد تخرجه من كلية التجارة (شعبة المحاسبة) بجامعة القاهرة مطلع عام 1958م وقدومه للمملكة، وكان أول عمل يقوم به ويرتاح له هو موظف في جهاز الإدارة العامة لشؤون الزيت والمعادن بجدة في إدارة الشؤون المالية، ويقول: «.. وفي ثاني يوم عمل، قيل لي إن المدير العام يدعوني إلى مكتبه ويطلب لقائي! ففوجئت بذلك، إذ كيف يلتقي المدير العام بموظف بسيط في أول درجاته الوظيفية؟ إلا أنني ذهبت إلى المدير العام في مكتبه وكان هدفه حسبما فهمت من كلامه هو أن يتعرف إلى كل موظفي الجهاز، وكانت لمسة حانية من الطريقي..».
يذكر أن الشيخ عبدالله حمود الطريقي وهو يشكل الوفد الذي سيرافقه للمؤتمر الأول للبترول بالقاهرة نحو عام 1958م. وسيجري مفاوضات بين الدول المصدرة والدول المستهلكة وسيحضرها الكثير من الشركات المنتجة للنفط، وهو المؤتمر الذي تعمقت فيه العلاقة بين الطريقي ووزير البترول الفنزويلي (إخوان بيريز ألفونسو) والذي طرح على هامشه فكرة إنشاء أو تأسيس منظمة (أوبك).
يقول أبو هشام -أحمد طاشكندي- إن الطريقي جمع أفراد الوفد قبيل السفر وقال لهم بعد أن أعطاهم فكرة عمَّا قد يواجهونه من ضغوط وإغراء سواء من الشركة المنتجة أو من الدول المستهلكة. قال لهم يجب علينا أن نكون مع الوفود العربية الأخرى يداً واحدة ورأياً واحداً ولنتحدث باسم المصلحة العامة.. وقال إنه سيطرح موضوع المناصفة (ففتي ففتي [50%]) المشهورة. يقول أبو هشام: إن أحدهم تساءل عن صعوبة مثل هذا الرأي فرد علينا.. هذه مسألة حياة أو ممات.. إما نكون أو لا نكون.. إما أن نحصل على حقوقنا كاملة أو نبقى ذليلين، وإذا لم ننج فكل منا (يذهب إلى خواله) يقول هذا وهو يلمزني، أي إنه ذو الأصل البدوي كما يقول سيذهب ليسرح بالغنم، وأنا أذهب إلى طاشكند.. واستمر يروي هذه الواقعة أنهم ذهبوا وصمدوا وتحقق ما كان يريد.
وكان قبلها ولأشهر عدة قد عمل محاسباً بمؤسسة النقد العربي السعودي بجدة ولم يستمر، إذ سرعان ما انتقل للزيت والمعادن، فتقلب في وظائف عدة من أهمها:
- وكيل إدارة المحاسبة بمديرية الزيت والمعادن بجدة.
- مدير الإدارة المالية بمديرية الثروة المعدنية بجدة.
- مراجع حسابات، مستشار اقتصادي، مدير إدارة التخطيط والتنظيم والميزانية بوزارة البترول والثروة المعدنية بالرياض.
- وكان وقتها يعمل مديراً عاماً للغرفة التجارية الصناعية بجدة.
- اعيرت خدماته بعد ذلك إلى منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) وعمل مديراً لمكتب السكرتير العام بالمنظمة في الفترة من عام 1969 إلى 1973م.
- شغل وظيفة مدير عام الإدارة بالمؤسسة العامة للكهرباء بالرياض.
- عمل مستشاراً للإدارة المركزية للمكتبات بتهامة بالمنطقة الوسطى.
ورد في معجم المطبوعات العربية لعلي جواد الطاهر: أن أحمد طاشكندي قد أصدر كتاب (أرامكوا وامتياز الزيت) القاهرة، دار ممفيس 1380هـ- 1960م بـ 83 صفحة وهي مقالات سبق نشرها في جريدتي الندوة والخليج العربي، محاولاً تسجيل اكتشافا للزيت السعودي بواسطة أرامكو في عام 1933م. وما أستجد على الاتفاقيات المبرمة.
وقال عنه أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين في ستين عاماً) القسم الثاني، مضيفاً إلى ترجمته السابقة إلى أنه عمل مستشاراً إعلامياً بوزارة الإعلام، وعدد إصداراته وهي:
1- الإستراتيجية النفطية السعودية ومنظمة الأوبك - تهامة جدة- 180 صفحة، هذه الدراسة الاقتصادية حديثة للإستراتيجية السعودية النفطية وعلاقتها بدول الأوبك ولعلها أول دراسة من نوعها تتناول هذا الموضوع بمثل هذا التفصيل والشمول وذلك من واقع التجربة والخبرة العملية والعلمية، والكتاب غني حقاً بمعلوماته القيمة التي تناقش قضية الساعة.
2- منظمة الأوبك منهاج سليم للتضامن، الدار السعودية بجدة- 52 صفحة، كتيب صغير ولكنه يحتوي على تصور شامل للمنظمة وأهدافها والغاية من إنشائها وتقديم تعريف بها.
3- سوانح وخواطر.
4- أرامكو وامتياز الزيت - مجموعة مقالات سبق نشرها في جريدتي الندوة والخليج العربي عام 1380هـ.
- بعد لقائه بالمكتبة والتسجيل معه حديث الذكريات بتاريخ 8-11-1423هـ كتب لي باقتضاب سيرته، ومولده بمكة المكرمة في 4 ذو الحجة 1348هـ الموافق 31 مايو 1929م.
- حاصل على بكالوريوس كلية التجارة جامعة القاهرة، يناير عام 1958م.
- متزوج من السيدة سميحة أحمد وله ثلاثة أبناء: هشام، مرفت، عصام.
- خبرة في القطاع الحكومي: «المديرية العامة للزيت والمعادن - وزارة البترول، منظمة الأوبك، المؤسسة العامة للكهرباء».
- خبرة في القطاع الخاص: مدير عام الغرفة التجارية بجدة، مدير تحرير وإدارة صحيفة عكاظ بالرياض.
- مدير شركة مروة بالرياض.
- مستشار شركة تهامة بالرياض.
- طاشكندي للمحاسبة (الرياض) عملي الخاص من صفر 1402هـ.
- تجربة شاملة كاملة في الحياة (عمري الآن 75 سنة).
- كاتب وصحفي غير متفرغ (من منازلهم) في صحفنا المحلية.
والله على ما أقول شهيد.