عن «مؤسسة الانتشار العربي» ببيروت صدر كتاب بعنوان (الرجل في شعر المرأة) بطبعته الأولى عام 2008م ، لمؤلفه الدكتور/ عمر بن عبد العزيز السيف.
ويقع هذا الكتاب في 303 صفحة من القطع الكبير، تطرق خلالها المؤلف الباحث لصورة الرجل في شعر المرأة في الشعر العربي القديم، كيف كانت تنظر المرأة الشاعرة العربية للرجل؟ ما هي أهم الصفات المعنوية والحسية التي تفضّل المرأة وجودها في الرجل؟ وما تلك الصفات التي تبغضها فيه؟ ماذا يعني لها الرجل؟ كأب أو زوج أو ابن أو أخ مثلاً؟ وما هي مكانة مثل هؤلاء في الحياة بالنسبة إليها؟ وكيف تختلف هذه النظرة من شاعرة إلى أخرى؟ وما العوامل المؤثرة في ذلك؟
وتأتي كلمة « الناشر» التي اختارها على الغلاف الأخير للكتاب، وهي مقتبسة من مقدمة الكتاب، لتوضح موضوعه والمحور الرئيس لمادته ومحتواه، إذ يجيء من ضمنها قوله:
«تبين القراءة الأولية لشعر المرأة أن الرجل هو المركز الذي يدور في فلكه معظم هذا الشعر، ولهذا اختيرت صورة الرجل في شعر المرأة لتكون مدار البحث. وذلك مقابل محورية صورة المرأة في نسيب الشعراء الرجال في القصيدة التقليدية. فهذا البحث محاولة لاستخلاص ملامح الرجل ( الإنسان / العربي) كما تبدو في شعر المرأة العربية حتى نهاية القرن الثاني الهجري. يعنى البحث بعرض الصور التي رسمتها الأنثى في حالاتها النفسية المختلفة، والبحث في تطور تلك الصور واختلافها من أنثى إلى أخرى، والبحث في المنابع التي استقت منها صورها، وهل فرض المجتمع رؤيته ، أم أن الأنثى رسمت الصورة التي رغبتها؟ يمكن القول إن المجتمع العربي كان في جملته مجتمعا ذكورياً، يتسنّم فيه الرجل الفارس الشاعر الذروة في سلم الأدوار الاجتماعية، وتبقى المرأة في أحيان كثيرة في الظل بعيدة عن دوائر الاهتمام والأضواء باستثناء مكانتها الشعرية بوصفها موضوعاً رئيساً في نسيب القصيدة. وفي محاولة لرصد طبيعة هذه الأدوار الاجتماعية من خلال الشعر يمكن أن نتخذ شعر المرأة مادة خصبة لاستجلاء صورة الرجل...»
هذا وقد قام المؤلف/ الباحث بتقسيم مادة كتابه هذا إلى ثلاثة فصول رئيسة، لكل منها عنوان خاص به وتندرج تحته جملة من العناوين الفرعية، وقد جاءت مرتبة على النحو التالي:
- الفصل الأول: المرأة العربية وصلتها بالرجل(في نسيج العلاقات الاجتماعية).
- الفصل الثاني: مكانة المرأة شاعرة في الأدب العربي.
- الفصل الثالث (وهو الفصل الأخير من الكتاب)
** **
- عرض وتحليل: حمد حميد الرشيدي