في الشَّام ظُلمٌ والعراقِ هجومُ
من فارسٍ للشِّركِ فيه مُثولُ
ومن [السَّعيدةِ] قصَّةٌ أحداثُها
غدرٌ طغى من أهلِها وعويلُ
وبليبيا للاختلافِ حكايةٌ
لمَّا يزلْ فيها الحديثُ يطولُ
ولِمصرَ حبٌّ في القلوبِ نخافُ أنْ
يغتالَه الأعداءُ وهوَ نزيلُ
فالشرُّ يلهثُ في المدائنِ قاصداً
نهْجَ السَّواءِ ونهجُه معسولُ
بالدَّجلِ بالتَّلفيقِ بالتَّزيينِ منْ
إبليسَ ما يُخزي النفوسَ جميلُ
تحريشُه يغزو المُجمَّعَ أُلْفةً
ليُزيلَه التَّشتيتُ والتَّقتيلُ
وشعارُه الإبلاسُ لم يَسلمْ به
أمنٌ ولمْ يُعرفْ به تأويلُ
كمْ أرْملٍ وتيتُّمٍ ومُدَّثرٍ
بجروحِه والمُستغَاثُ عميلُ!
لا أمَّةُ الإسلامِ قامتْ صارماً
يُسلي المُضامَ ولا انتهى التَّضليلُ
نَزْفُ الملاهي في النَّواحي هائجٌ
ودمُ العروبةِ في البقاعِ يسيلُ
فالظلمُ يفترسُ القواصيَ مشْبهاً
قنصَ الدَّواني حيث شاءَ يصولُ!
وإذا التَّبلُّدُ في نفوسٍ تُرتَجى
طبْعاً فما للمعتدين بديلُ
وكأنَّ دين الله ليس سواه في
أهلِ السَّواءِ ينالُه التَّنكيلُ!
وكأنَّ لا غيرَ العروبةِ موطنٌ
به يُقبرُ القتّالُ والمقتولُ
يا أمةَ الإسلام لا عزَّاً بلا
عودٍ لربِّي والجنوحُ دليلُ
مولاي أرجعْ حائداً لفلاحِه
ما خاب من للراشِديْن يميلُ
أنقذْ بعونِكَ كلَّ مظلومٍ ولا
تتركْ غشوماً بالفسوقِ يجولُ
لا غيركَ اللهمَّ ينصرُ شاكياً
فالظلْمُ من عدْلِ الإلهِ يزولُ
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور