في مكان من بلادي ممحلٍ
غرّد الطيرُ به لحنًا جميلا
فتلفتّ لعلي أن أرى
دوحةً تمنحُهُ ظِلاً ظليلا
أو أراهُ فوق غصنٍ ناعمٍ
من نمير النهر يُسقى سلسبيلا
هزّه الشوقُ فأجرى صوتَهُ
لستُ أدري أسرورًا أم عويلا
بل.. لعل الريح مِن جَنتِهِ
أخذته غِرّةً أخذًا وبيلا
فهو يبكي ويغني حزنه
لسِماع الريح، أو يشفي غليلا
ربما قد سافرت بي فكرةُ
ثم ألقت بي بباريس نزيلا
فأنا في سحرها مرتهنٌ
بخيالاتي غدوًا وأصيلا
أُسمِعُ الأطيارَ أشعاري بها
وهي تُذكي في جراحاتي فتيلا
يا لها من لحظاتٍ أبحرت
بفؤادي في المسافات طويلا
علمتني كيف أمواجُ السنا
في أصيلِ الحُلم، تجتاح الأفولا
كيف أبدى اللهُ في عمق الدجى
أنجما زُهرا لتَهدينا السبيلا
كيف أبقى في تضاعيف الأسى
بُشرَياتٍ تصقل الحدَّ الكليلا
@mansouralhothif
** **
شعر/ منصور بن إبراهيم الحذيفي