يروي النقاد لأكثر من شخص أنه سئل: ما البلاغة؟ فقال: الإيجاز، وينسبون لأعرابي قوله: الإيجاز في غير عجز وتلك مهمة شاقة.
كذلك كانت ورقة الدكتور أحمد الطامي التي ألقاها في حفل تكريم الدكتور عبدالعزيز السبيل تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر.
لست بصدد قراءة لتلك الورقة لكني فقط أستعرض نقاطاً عدة وردت فيها وبداية فإن الورقة لا تخلو من عاطفة حقة وصادقة ونقية تماماً فكل الورقة ينبض فيها قلب صاحبها رغم أنها كانت موضوعية حيث بدا الرأي محايداً تماماً.
سأتأمل شيئاً مما جاء فيها راجياً من الله التوفيق في الطرح ومع البداية يقول الطامي:
«كانت روحه مسكونة بالأنشطة اللاصفية» هكذا يفتح أمامك آفاقاً ينطلق فيها تفكيرك صحيح أنه قام بالتفصيل بعد الإجمال لكن هذه الجملة محلقة أبعد حتى من تفصيله.
بعد حين يقول: «ومن هذا الهاجس الثقافي المتجذر في وجدانه...» يا رباه كم هو رائع هذا الثناء!! وكأنه قصيدة شاعر مداح ولو تمنيت ثناء لتمنيت أن هذه الجملة قيلت في أنا.
تأملها معي عزيزي القارئ بهدوء والطامي نفسه أظنه عجز عن تفصيل إجمال هذه الجملة.
بعد جمل ثرية قال: «حرص على تأسيس عمل مؤسسي ممنهج لا يتأثر بتغير المسؤول...»
أكاد أقسم أن كل كلمة تحمل عبئاً ثقيلاً تفشل كل كلمات العربية في القيام به غيرها.
هو مجرد استعراض سريع لجمل حملت قيمة فنية رائعة وأسلوباً فريداً حسب رأيي والحق أني طربت مستمعاً فطلبت الورقة منه وطربت قارئاً وسأعيد القراءة واثقاً من استمرار متعة القراءة.
** **
- د. عبدالمحسن الحقيل