عُرف عن الراحل صالح علماني وجوده في الظل خلف أدباء أمريكا اللاتينية لعقود طويلة قبل أن تتوهج نجوميته في الثقافة العربية في السنوات القليلة الماضية، ليُستضاف في ندوات ثقافية وبرامج إذاعية، هنا اقتباسات من الإرث الشفوي للراحل:
استهلال
« ترجمتُ (ليس لدى الكولونيل من يُكاتبه) لماركيز، الترحاب لترجمة هذه الرواية شجعني للدخول في مجال الترجمة بشكل احترافي أو تكريس حياتي للترجمة، أهم جريدتين في لبنان: السفير والنهار في ذلك الحين، أشادتا بهذه الترجمة وبهذه الرواية بطريقة أثارت فيّ نوع من الغرور، كنت شاباًّ، عمري 24 عاماً تتحدث عني الصحافة بهذا التبجيل والاحترام صار لدي شبه الغرور كتمته، أنا لا أحب أن أكون مغروراً، ولكن شجعني على مواصلة طريق الترجمة»
متعة
«أنا أحاول أن أكون أميناً و لا يوجد مترجم أمين 100 % ولكنني أحاول دائمًا أن أكون أميناً في الترجمة، ومع ذلك لا أعرفُ ما هو السرّ؟ عندما أقرأ ترجماتي أستمتعُ وأشعر كأنني أقرأ الأصل الإسباني، كيف يحدثُ هذا؟ في الحقيقة لا أعرفُ كيمياء الوصفة السحرية التي يمكنُ أن أقدمها لزملائي المترجمين كي يعملوا بها..»
سرّ
«العملُ الذي أنوي ترجمتهُ، أقرأهُ أكثر من مرة، حتى أدخل تفاصيل كل جملة في العمل..»
صداقة
«الكاتب الإسباني خوسيه ماريا ميرينو صديق عزيز وهو دائماً يفتخر بصداقتي وأنا أفتخرُ بمعرفتي إياه، وأتمنى أن أُترجمَ له كتباً أخرى أو مختارات قصصية؛ لأنه كاتب بارع في القصة القصيرة «
واقع
«لا أظن أن مترجما عربيًّا، استطاع أن يعيش حياته كلها من ريع أو من دخل الترجمة، مستحيل، لا بد أن يكون لديه عمل آخر وتبدأ الترجمة كهواية، ربما فيما بعد تُؤمّن له بعض الموارد المالية الإضافية ليحسّن مستوى حياته»
تاريخ
«الآداب الأمريكية اللاتينية في بداياتها، كانت تقريباً، محاكاة، بما أنها تكتب بالإسبانية، للأدب الإسباني الأصلي، المثلُ الأعلى الذي كان يُتّخذ هنا هو الأدباء الإسبان الكبار مثل ثيربانتس. إلى أن تشكّلت أول حركة تأثير أميركية لاتينية في الأدب الإسباني على مستوى التأثير المعاكس، هي التي قام بها روبن دارييو من أحد بلدان أمريكا اللاتينية الصغيرة نيكاراغوا ذلك البلد الصغير جداً في أمريكا الوسطى، استطاع أن يفرض توجهاً أدبيًّا في الشعر الإسباني، لم يُعرف له مثيل سابقاً.
فيما بعد حدثت ثورات أخرى مثل: جابرييلا ميسترال و بابلو نيرودا، شخصيات لامعة فرضت في الأدب الإسباني فرضت توجهاتها على الأدب الإسباني الناطق بالإسبانية؛ ولكن الأثر الأكبر جاء في منتصف القرن العشرين مع تيار الواقعية السحرية جيل ماركيز وماريو فارغاس يوسا، فرضوا في الرواية تياراً جديداً نافس في مجال النشر كُتّاب إسبانيا أنفسهم، أصبحت دور النشر الإسبانية تجارتها الرابحة في كُتّاب أمريكا اللاتينية و ليس الإسبان واستمرت هذه حوالي خمسين عاماً منذ منتصف القرن العشرين حتى السنوات القليلة الماضية».
الأقرب
«رواياتان الأولى: الحب في زمن الكوليرا، بلا منازع، أنا أحب هذه الرواية لا أدري لماذا؟ ولكنني أحبها حباً شديداً ورواية أخرى للكاتب ماريو بينديتي: الهدنة، رواية قصيرة ولكنها مُحكمة».
فأل
«هناك التفات للمترجمين وأرى أن هذا الالتفات للترجمة هو بداية نهضة جديدة».
نهاية
«أنا أحبُ الترجمة»
***
المصدر:
*برنامج (من مسافة قريبة) في إذاعة سلطنة عمان. محاضرة التبادل الثقافي والتعايش الإنساني بمعرض الكويت الدولي للكتاب عام 2016م.