سلمان بن محمد العُمري
قربت وسائل التقنية الحديثة المسافات واختصرت الوقت ووفرت المال والجهد ويسرت سبل البحث وعززت التواصل بين الناس وأثرت الخبرات والمعلومات، واستفاد الجميع منها معرفياً واقتصادياً وفي سائر مناحي الحياة، وأصبحت بعض الأعمال والأساليب والأدوات والطرق القديمة في عرف العبث والإهمال والهدر لمن يستخدمها في زمن التقنية الحديثة.
والمشكلة أن البعض لا يزال يفكر بعقلية الزمن الماضي في (الوسائل) ولا ينظر إلى ما يعيشه العالم من ثورة وثروة في الأمور التقنية ومن لم يمارسها من الأفراد والمؤسسات والمجتمعات هو داخل في عرف (الأمية).
والمؤسسات غير الربحية والجمعيات والمنظمات الأهلية في العالم أدركت هذا الأمر وبادرت المؤسسات الناجحة إلى استقطاب كفاءات تقنية ومسؤولي تسويق وعلاقات عامة على مستوى من الإبداع والابتكار فتضاعفت مداخيلهم وزادت إيراداتهم وعززوا من تواصلهم مع المؤسسات المانحة والمحسنين وقبل هذا مع الفئة المستهدفة في أعمالهم وبرامجهم.
وقد كنت أتناقش مع مجموعة من الإخوة، وعلق أحدهم على ما كتبته سابقاً حول مواضيع عن الوقف، واقترح فكرة تخصيص يوم عالمي للوقف، لأنه وكما ذكر حتى الغرب والشرق مهتم بالأوقاف لاعتبارات إنسانية وفي الإسلام صدقة جارية في الحياة وبعد الممات، وفيه من الأجر والثواب من رب العالمين، وخاصة ضعف الإقبال على الأوقاف واضمحلاله، بل السطو عليه في البلدان العربية والإسلامية، ثم عرج على مقترح كتبه أستاذ جامعي قبل مدة يسيرة يتضمن اقترح تخصيص «يوم عالمي للوقف»؛ يتم فيه تبادل التجارب والخبرات, وإبراز الممارسات الإيجابية, وتشجيع المؤسسات ورجال الأعمال والأفراد والحكومات على الوقف, وتنظيم المبادرات التي تعزز من هذه المؤسسة لتقوم بأدوارها الاقتصادية والاجتماعية التنموية.
واحترم الرأيين من الزميل العزيز ومن الأستاذ الجامعي ومقترحاتهم جيدة ولكننا بحاجة إلى أن نطور أعمالنا وقبلها أفكارنا، وكيفية الاستفادة من التقنية الحديثة في تطوير أعمال الوقف تسويقاً واستثماراً وبرامج وخدمات. لقد أصبح المختصون في كافة المجالات يعقدون ملتقيات علمية عن بعد، وأصبحت كليات الطب وأقسامها ومن فيها من الباحثين يتبادلون المعلومات والاستشارات إليكترونياً وكأنهم في غرفة عمليات، بل إن هناك عمليات جراحية تجرى على الهواء وتبث تحت إشراف أطباء خارج الحدود.
والوقف وأهميته ليس بمعزل عن العالم يجب أن يستفيد ويفيد من هذه التقنية ويجب أن نفكر بنظرة مستقبلية تتعدى الإطار التقليدي والأفكار التقليدية وأسلوب الحملات والأسابيع وورش العمل الروتينية المتميزة لدينا بالفطائر والعصائر دون المحتوى.