الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
تفاعل عدد من أصحاب الفضيلة والأكاديميين في مختلف التخصصات، والباحثين والمهتمين بالشأن الأسري في المملكة بما طرحته «الجزيرة «حول ظاهرة الطلاق في المملكة العربية السعودية الذي سطره الزميل سلمان بن محمد العُمري بعنوان: «الطلاق.. حقائق وأرقام»، حيث رصدت «الجزيرة» بعض ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن تلكم القضية الوطنية المهمة التي تعنى بالفرد والمجتمع. وأكدوا أهمية ما تناولته «الجزيرة» عن ظاهرة الطلاق التي باتت تشكل هاجساً كبيراً للمعنيين بالشأن الأسري لتزايدها المستمر، مما يحتم ضرورة متابعة بحث سبل الوقاية وتقديم العلاج للحد من تلك المشكلة الكبيرة.
نزاع في كل بيت
يؤكد الدكتور عبدالعزيز بن علي الرومي قاضي الاستئناف أن قضايا الطلاق في المجتمع مهمة جداً، وتحتاج إلى محاضرات، ويكفي قول الله تبارك وتعالى: (ولهن مثل الذي عليهن وللرجال عليهن درجة)، ولو عرف كل واحد من الزوجين ما له وما عليه وسار وفق الكتاب والسنة لاستطاع أن يحل هذا الخلاف أو النزاع بينه وبين زوجته، علماً بأنه لا يخلو بيت إلا وفيه نزاع.
انتظار الحلول
وتشير الدكتورة زهرة المعبي المستشارة الأسرية بأن الزوجة الآن تصل إلى المحكمة وهي متأكدة تمام التأكد أنها ستحصل على حكم القاضي لها بإصدار قرار الطلاق من زوجها باختلاق أعذار واهية.
وأمام تفشي ظاهرة الطلاق فإننا جميعنا في انتظار الحلول كي نستنير بما يردنا من اقتراحات وتوصيات، كي يمكننا أن نطبقها في مركزنا عين اليقين للإرشاد الأسري. لأن الحالات التي تردنا معظمها أصبحت من الأزواج الذين يشتكون زوجاتهم بطلب الطلاق وبأسباب واهية لا تكاد تذكر.
سبب الطلاق
يبين المهندس نجيب المهوس أن سبب الطلاق في المقام الأول هو عدم احترام وصبر الطرفين كل واحد منهم على الآخر وخاصة الرجل فهو من يمسك العصا من النص إلا إذا كان هُناك أمور تخالف الشرع تبقى الأمور صعبة للغاية.
مراكز للمصالحة
ويقدم المستشار أحمد بن ناصر الدخيل مبشرات عن توقيع عقد مع وزارة العدل وبيت الخبرة لتشغيل مكاتب المصالحة في دوائر محكمة الأحوال الشخصية بالرياض مع مركز خبرة لمدة عامين، ويشمل تشغيل أربعة مراكز للإصلاح، كذلك هناك مراكز إصلاح أسري في الفترة المسائية في 7 مراكز.
تهيئة الزوجين
وترى السيدة زينب برناوي بأنه لا بد من تهيئة الجنسين للحياة الزوجية قبل الزواج وإعطاء دورات للحد من هذه المشكلة.
بحث الأسباب
أما التربوية نجلاء الحسين فتؤكد ضرورة النظر والبحث في الأسباب الحقيقة لتفاقم مشكلات الطلاق وتزايده في المجتمع السعودي.
مرعبة مخيفة
وتقول السيدة سمر بنت سامي قاسم بأنه أصبح في الآونة الأخيرة لم يعد الطلاق ظاهرة فقط بين الأزواج، وإنما أصبح مُرعِباً في العلاقات الأخرى بمسميات أخرى (انفصال، فتور، عقوق) أنا أعتبرها ظاهرة مُخيفة بين الأهل والأصدقاء تحتاج منا وقفة لنتداركها جميعاً فقد أصبحنا لا نتواصل كما يجب.
حسن المعاشرة
ويؤكد الطبيب نايف العُمري ضرورة توعية من هم على باب الزواج بالواجبات المنوطة بهم شرعًا وتوجيههم لفهم حسن المعاشرة في حياة الزواج وألا ينسوا الفضل بينهم.
انتظار الحلول
ويقول الدكتور صالح التويجري أستاذ العقيدة بجامعة القصيم نحن بانتظار الحلول، ولعلها تصل لمكاتب الاستشارات والجمعيات الأسرية وتلخص في دورات ما قبل الزواج.
حلول ابتكارية
ويشدد الدكتور سليمان الطفيل الخبير الاقتصادي على أن الطلاق قضية اجتماعية في غاية الأهمية، وما نمر به من تحولات ومتغيرات محلية وعالمية.. ساهم في ظهور مثل هذه الحالات السلبية، والتي تحتاج لعقد مؤتمرات وندوات لتوعية المجتمع بدرجة خطورتها وإيجاد حلول ابتكارية للتخفيف من ظهورها.
استقرار الأسر
وتتفق القائدة التربوية مسفرة الغامدي مع ما تم طرحه، مما يؤكد أن المسؤولية كبيرة جداً، وأنه من الأهمية بمكان أن يكون لنا دور للحفاظ على كيان الأسر واستقرارها للنهوض بالوطن من خلال أسر مستقرة تدعم وتساهم في البناء.
الأهم الأرقام!
ويفند عايد العنزي.. موظف حكومي: كثرة الأسباب المؤدية إلى زيادة نسبة الطلاق حيث تبدأ من وزارة العدل بإيقاف الخدمات ثم طلاق ثم نقفة ثم ضمان، وبعض القرارات الأخرى. كما أن وزارة العدل لا تبحث عن حل للقضايا أو منع أي قضية لا تتوافر فيها الإثباتات والطلبات يريدون إنهاء القضايا، ولا يهم تشتيت الأسرة (الأهم الأرقام)!!
أدنى الخلاف
ويتأسف الإعلامي «مناصر العسكر» سعود الشيباني على بعض الأزواج الذين لا يقدرون بعضهما البعض، وفي أدنى خلاف بينهما يتم الطلاق.
تفرعن النساء
ويكشف الإعلامي الدكتور علي القحيص أهم أسباب الطلاق المتمثل في (تفرعن) النساء، و(خرفنة) الرجال، وكذلك قوانين الأحوال الشخصية المرنة والرخوة التي ساعدت المرأة أن تتمرد على الرجل، وأصبحت المرأة المتزوجة إذا طلقت تعمل حفل فرح لطلاقها الميمون!!
البحث الجاد
ويرى الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري أن ما تم طرحه لخطر يهدد الأسر ينبغي بحثه بجدية للحد من أخطاره.
مثيرات خفية
ويقول الرائد التربوي عثمان العثمان ما كان لهذه الظاهرة المؤرقة أن تتفشى وتنتشر كالنار في الهشيم ويزيد أوارها لولا استفحال وهيجان المثيرات الخفية والبينة، إذا بدئت حياة الزوجين بسيل عرمرم من المعاصي والموبقات في ليلة زفافهما فكيف لهما أن تنزل بينهما البركة، وضعف تهيئة الزوجين لحياتهما الجديدة فاقم من عِداد المطلقين.
تفكك الأسر
ويرى الداعية محمد الدوسري أن ظاهرة الطلاق تزداد يوماً بعد يوم مع الأسف الشديد مما تسبب في التفكك الأسري، وما ذكر من أرقام وإحصاءات في الانفصال بين الزوجين، خاصة المتزوجين الجدد أمر مخيف، ويوجب إعداد برامج توجيهية وتوعوية تسهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة المقلقة لمجتمعنا.
التباهي بالطلاق
ويؤكد اللواء سعيد الهملان أن النسبة عالية جداً، وللأسف كل سنة تتزايد، وفي السابق كان الشخص يستحي أن يطلق، وكذلك المرأة ولكن اليوم للأسف يتباهى الشاب بطلاقه!
مهارات زوجية
وتبين الدكتورة طرفة بنت إبراهيم الحلوة الأستاذ المشارك في قسم التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أن الدراسات أثبتت أن من أهم أسباب الطلاق عدم وعي الشباب من الجنسين بمتطلبات الحياة الزوجية، وهذا من مسؤولية جميع المؤسسات التربوية بدء من الأسرة، إلى التعليم العام، والجامعات، والمسجد، والإعلام، ووسائط التقنية، كما أن المحاكم الأسرية يقتصر دورها على حل المشكلة عندما تصلها، والمفروض أن يكون لها دور توعوي على مستوى المجتمع قبل ذلك.
وتعتقد د.طرفة الحلوة أنه في ضوء التغيرات المجتمعية أن نسبة الطلاق ستزيد نتيجة للاختلاف الفكري بين الزوجين، ومدى القناعة بقيادة المرأة، وبرامج الترفيه وحاجة الأسرة إلى ميزانية خاصة لذلك وضغوط الأبناء كل ذلك يشكل تحدياً للأسرة، ويحتاج تجاوزه إلى عدد من المهارات الزوجية للزوجين.
نشر الوعي
أما رجل الأعمال عثمان آل عبوش فيؤكد أن للطلاق آثاره السلبية من حيث التأثيرات النفسية والعاطفية والاجتماعية والاقتصادية على أعضاء الأسرة كافة، وبما أن الأسرة هي نواة المجتمع فمن الطبيعي أن تطاله هذه الآثار، ومن الواجب علينا نحن كمجتمعات أن نسهم في الحد من هذه الظاهرة بنشر الوعي بين الشباب كليهما بالتثقيف والتهيئة.
حلول داخلية
ويرى محمد باوزير «رب أسرة» أن مشكلة الطلاق تحتاج لحلول من داخل المجتمع والأسر تحديداً.
سوء الأوضاع
ويتأسف الدكتور محمد بن علي الصالح على الأوضاع في المجتمع حيث تزداد المشكلات الأسرية عموماً، والطلاق خصوصاً، ونسأل الله تعالى التوفيق والصلاح والهداية.
رب الأسرة
وتقول المربية شريفة بنت محمد العُمري للأسف الشديد ما ضاعت الأسر إلا من ضياع رب الأسرة وتخليه عن مسؤولياته فبذلك أصبح الطلاق شيئاً سهلاً وبسيطاً، ومتى ما عولجت هذه المشكلة بالذات ستجد بأن النسبة قد قلت.
عيب وعار
ويوضح فواز باشراحيل رجل الأعمال بأنه لم يكن أمر الطلاق إلا أمراً تراكمياً نمى عبر السنين بعد أن كان عيباً وعاراً وكان ستراً ودثاراً فأصبح واقعاً مريراً وانهياراً تكالبت عليه الأحوال فأصبح انهياراً مجتمعياً وعلاجه شبه محال فالأخلاق والتربية وتوجهاتها أساسه المجتمع وطبقيته المال وقلته الوظيفة والتنظيم والترشيد من سلبياته.
الرجل الأمان
وترى التربوية أمل خاطر أن الطلاق أحياناً قد يكون علاجاً لكثير من المشاكل؛ لكن يمثل الرجل الأمان للأسرة وتظل المرأة الكيان الذي تستمد منه الأسرة قوتها وتماسكها.
قضية حساسة
ويؤكد عواد الرموثي رجل الأعمال قضية الطلاق حساسة جداً، وتحتاج المزيد من الاهتمام والتوعية من جميع الجهات ذات العلاقة.
دراسة علمية
وتقول الدكتورة نجوى الثقفي المستشارة الاجتماعية أن ما نشرتموه أشبه بدراسة علمية لأنه تناول القضية بحقائق إحصائية وليس بآراء شخصية حيث تم تناول الظاهرة من كل جوانبها.
البحث عن الحل
ويرى خالد النويس أن أسباب الطلاق كثيرة ومعروفة لدى الباحثين، ولكن لماذا لم نستطع الحد من ارتفاعه في مجتمعنا السعودي على الرغم من تعدد الجهات المهتمة؟
ثقافة الصلح
ويوضح منصور بن محمد المالك أن المساحة الكبيرة لحرية المرأة وتنصل الرجال من مسؤولياتهم الزوجية سبب كبير لوقوع الطلاق، وكذلك غياب ثقافة الصلح بين أولياء أمور الزوجين وعموماً هي أرقام فعلاً مخيفة.
طلاق بلا أسباب
ويبين الصحفي سعيد العجل إلى أن أغلب حالات الطلاق تكون مع الأسف الشديد بلا أسباب مقنعة، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها: فارق العمر، والمستوى المعيشي، والمجتمع، والمؤهل العلمي، والدورات التأهيلية، وربما هناك أسباب أخرى.
عملية الاختيار
وتشير السيدة عواطف الغامدي أن نسبة الطلاق متفشية على نطاق واسع بالواقع وتحديدا في الزواجات الحديثة، لذا لابد أن تقنن عملية الاختيار، إضافة إلى جلسة مشتركة قبل الزواج ومعرفة الخطوات المستقبلية.
زواج مسيار
وتعتقد علياء البازعي أنه لو سجل في عقد الزواج أو صك الطلاق أنه «زواج مسيار» لاختلفت الموازين وتغيرت الإحصاءات.
إحصائية كبيرة
ويؤكد الدكتور رياض بن حمد العُمري أستاذ العقيدة المشارك بكلية أصول الدين بالرياض أن الإحصاءات كبيرة وفي ازدياد مما يعكس أهمية الموضوع؛ مشيراً إلى أن أهم أسباب فشل الزواج (التنشئة الأسرية للبنت والابن بعدم تحمل المسؤوليات، وعدم التهيئة لهما قبل الإقبال على الزواج)، ثم يأتي دور المجتمع ومشكلاته التي تنعكس أحياناً على وضع الأسرة.
تسليط الضوء
وترى التربوية حصة المقرن أن تسليط الضوء على مثل هذه المواضيع وإيجاد حلول ناجعة لها أمر بات ضرورياً.
حقائق دقيقة
ويشدد الدكتور عبداللطيف الحميد الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على هذا الموضوع الاجتماعي الحيوي، ويبدأ بالحقائق الدقيقة لكي يشرع الجميع في الحلول.
مشكلة اجتماعية
ويتفق الدكتور محمد العوض على أهمية الموضوع، وأنها مشكلة اجتماعية تحتاج إلى تضافر الجهود لعلاجها.
التدخل للعلاج
ويرى عبدالرحيم الثميري مأذون الأنكحة أن ظاهرة الطلاق تحتاج تدخلاً وعلاجاً فالحالات في ازدياد.
قضايا يومية
ويوضح سليمان الصراف حقيقة ارتفاع حالات الطلاق وأنه قد تشرف بدعوة كريمة من شيخنا الفاضل عبدالله المطلق وكان بجانبي أحد المشايخ الذي أكد للحضور مع الأسف الشديد تزايد نسب الطلاق وتفكك الأسر، وقد أثار دهشة الحضور بعدد القضايا اليومية في المحاكم الأمر، مما يتطلب بالفعل دراسة شاملة.