ميسون أبو بكر
في إطار تحقيق رؤية المملكة 2030 قامت وزارة الصحة بعدد من البرامج التي من شأنها أن ترتقي بالعمل الصحي في نواحٍ كثيرة، من الأمور التي استوقفتني الزائر السري، وهو برنامج ميداني يقوم به أشخاص للمستشفيات والمراكز الصحية، حيث الكثير منّا عانى سابقاً من الممارسات الخاطئة وبعض نقاط الضعف في الأداء التي تصل لتجاوزات أحياناً لبعض الممارسين الصحيين من أطباء وممرضين وبعض المستشفيات.. عانينا من ضعف الأداء في المستشفيات وأقسام الطوارئ، وفي السابق حين كنا نحاول الشكوى ضاعت أصواتنا واستمرت المعاناة ما بين غياب بعض موظفي الطوارئ وعدم كفاية أعداد الأطباء والممرضين وتهالك مباني المستشفيات، وعدم نظافة بعضها ودورات المياه.
خصصت وزارة الصحة برنامج الزائر السري، وهم أشخاص يقومون بزيارة المستشفيات والمراكز الصحية بشكل سري وكأنهم مرضى مراجعون دون إثارة الشكوك حول مهمتهم لتحري الحقيقة في الخدمات الصحية.
تحدث رئيس المركز السعودي لسلامة المرضى الدكتور عبدالإله الهوساوي في فعالية المركز «حكايا سلامة» عن هذا البرنامج في حضرة أشخاص شاركوا الحاضرين قصصهم المؤلمة حول أخطاء طبية ألمت بهم أو بأفراد من عائلاتهم وتسببت بوفاة البعض وتركت غصة في حياة ذويهم؛ كان ولدي محمد أحد هؤلاء الضحايا لخطأ طبي لطبيب مقيم كان السبب في معاناتنا المزمنة مع مرض الكانسر.
بعد برنامج الزائر السري لحظنا ترقباً وتوجساً للمستشفيات المختلفة في مناطق المملكة لهذا الزائر الذي يمكنه فضح بعض التجاوزات والإخفاقات، وبالفعل انعكست على التحسن الملحوظ في مستوى الخدمة الصحية.
الإعلام ركز على الأداء الصحي لأنه يمس المواطن والمقيم، وسلط الضوء على الكثير من التجاوزات وقصص المواطنين التي وجدت لها تفاعلاً وتجاوباً في وزارة الصحة، وقد عرف عن معالي د. توفيق الربيعة المتابعة الدقيقة ودعمه المستمر وتشجيعه لفرق العمل وتكريمه للمتميزين وقدم نموذجاً رائعاً للتواصل الحكومي المتميز مع المتابعين على تويتر.
قضايا صحية أخرى تبهج القلب مثل مراكز الأسرة الصحية سيكون لي وقفة قريبة معها بعد أن تصبح واقعاً نعيشه في الأيام القريبة المقبلة.