محمد المنيف
عندما شرَّف الأمير خالد الفيصل حفل جائزة مسابقة الخط العربي التي أقامتها جمعية الثقافة في جدة بدعم من شركة أرامكو ممثلة في شركة تراثنا، وما حظي به الحفل من حضور، جاء ذلك تقديرًا من سموه وتعزيزًا لهذا الجهد.. ولم تمرّ المسابقة دون أن يغرس سموه في مسارها غرسًا، تمثل في زيادة قيمة الجائزة؛ وهو ما أشعل في نفوس منتسبي الخط العربي حماسًا وانتظارًا لإعلان دورتها القادمة. فالخط العربي حاليًا أصبح يثبت وجوده في زحمة منافسات الفنون الأخرى التي شابها ما شابها من تدخُّل تقنيات التنفيذ من برامج إلكترونية، تكاد تطمس مشاعر الفنان، وتحوله إلى أداء آلي.
ومثل هذه المسابقة وغيرها من المسابقات على مستوى الوطن العربي، والمملكة على وجه الخصوص، تأتي تأكيدًا لحرص الجهات المعنية بالإبداع، ومنها جمعية الثقافة والفنون في جدة التي بادرت بإقامتها، وبما أسهمت به شركة أرامكو ممثلة في شركة (تراثنا)، على أن لا يذوب أو يخبو هذا الفن العريق المنبثق من الفنون الإسلامية التي تشكل مصدر إلهام عالمي قبل أن تكون من حق المبدعين المسلمين الذين طبعوا فنونهم في كل قطر ينشر فيه الإسلام تاريخيًّا.. ففي كل مسجد نصيب من الفنون الإسلامية، وخصوصًا الخط العربي.
لهذا لم يأتِ دعم سمو الأمير خالد الفيصل أمير الفكر والثقافة والفن التشكيلي والتراث الإسلامي لتعزيز دور مسابقات الخط العربي إلا لقناعته بدوره التراثي.. كيف لا وهو ما خُطّ به أشرف الكتب وأقدسها.
هذه هي مواقف التحفيز لمواهب الوطن ومحترفي الإبداع من قامات الوطن في كل المجالات الإنسانية. ومسابقة الخط العربي إن لم تكن منبعثة من أرض الحرمين فلا أثر أو تأثير لها، ويكفي ما يتم من كتابة كتاب الله في مطبعة الملك فهد للمصحف الشريف بأيدي خطاطين، وليس برامج كمبيوتر، مع ما تتزين به سترة الكعبة من آيات، خطتها أنامل بشرية، تشعر وتعشق وتجيد ما تكتب، وخصوصًا إذا كانت العبارة تحمل آية أو حديثًا أو قولاً مأثورًا.
شكرًا لك سمو الأمير، يمتد لجمعية الثقافة في جدة.. والشكر موصول لشركة أرامكو.