شريفة الشملان
أكتب بعيد الفجر، الجو في الرياض يبدو جميلاً جداً، يمحي الله أيام الحر الشديد والرطوبة، أشعر أن تبدل الفصول يعني تبدل الحالة النفسية لنا كرما من رب العباد.
تتقافز الطيور من أعشاشها مع لذة الفجر، تفرح بيومها وتفرحنا.
نعمة كبيرة من الله أن نستشعر هذه المتعة من حولنا، بنعمة السمع والبصر، هذا الإدراك الذي يجعلنا نحس بما حولنا تدغدغنا لذة تفرح قلوبنا.
نُقل قولُ عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (من أصبح آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا).
فاللهم لك الحمد على كل ما لدينا من نعم.
هذه الافتتاحية تليق بأيامنا الجميلة، أجمل من الجمال أن ننفض عنا الغم وكأنما نغسله من قلوبنا كما نغسل أنظارنا بالخضرة وأسماعنا بالأصوات الحسنة.
من ذاق الظلم عليه التمتع بالجمال أن ينسى من ظلمه ويتمنى له الحب والسعادة، عندما نحاول الثأر ممن ظلمنا، فنحن لا نختلف عنه، التسامح والنسيان خير دواء، نسامح بلا حقد ولا اجترار لما مضى، لنجعل الظلم الذي مر كأنما أبر تحصين لأنفسنا ضد الظلم.
لكي نرى الجمال علينا ألا نظلم أنفسنا، نعم لا نظلم أنفسنا، هناك أمور أجد بعض الناس ينفضها عن نفسه وبشدة وهذا لا داعي له لم يتهمنا أحد فلماذا نظلم أنفسنا، أحدثكم عن السعودي الملازم الذي قتل ثلاثة في قاعدة عسكرية أمريكية، هو من قتل ولسنا نحن، ومؤكد لهذا العسكري خلفياته، لم يقبل متدربا إلا بعد بحث واستقصاء عنه، ما الذي حدث له وكيف، هذا علمه عند الله والمخابرات الأمريكية قبل كل شيء.
تفيض تساؤلات عديدة، منها هل حدث له اختلال في عقله، وهل استفز وقتها. وهل سُلم السلاح داخل القاعدة أم تم إدخاله له وكيف دخل؟
هي أسئلة تتوالد لكن لا دخل لنا به، بل أسرته ذاتها ليس لها دخل فهي خسرت ابنا كما خسرنا نحن عسكريا متدربا، مع أسفنا الشديد على الأرواح التي أزهقت.
الشعور بالخوف من إلقاء اللوم علينا سواء مواطنين أو مسلمين شعور مرضي لا داعي له، نعم نأسف لذلك كثيرا، لكن ليس لنا دخل به، بالمقابل هناك آلاف من الطلبة والطالبات وحتى عسكريين ومجندين يتدربون ولم يحدث شيء، وتكسب أمريكا الكثير من ذلك.
و{رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}.
ولموضوع آخر، قلت إنني رايقة اليوم ولكن هذا الروقان لابد من أن يظهر شيء يسلب بعضه. تداعى الناس الصغار والكبار على شاب في السناب كتب عن الإثارة بالاختلاط، وموضوع الاختلاط موضوع قديم يتكرر نبشه كل مرة. هذا الشاب نسي كل شيء وراح يتكلم عن الشهوة والاختلاط. ثارت الثائرة ضده. وكنت أتمنى ألا يرد عليه أحد، هذه الطرق معروفة لمن يريد أن يبقى اسمه متداولا في الساحة، يتبعه من يريد أن يكون صدى لكلماته، عرفتها الصحافة قديما جدا، في جيل آبائنا رحمهم الله حدث من أقحموا أنفسهم بين طه حسين والعقاد. وراحوا يشتمون هذا تارة ويمدحون الثاني تارة كي يبقوا في الصورة، ومضى الزمن وبقيت صورة العقاد وطه حسين ومن مثلهم يستحق البقاء ولم يبق لأولئك صورة.
موضوع مثل هذا متكرر عبر كل الأزمنة وفي كل مكان لذا هناك قاعدة درسناها في الصحافة تقول (اقتله بالإهمال) عموما أصبحت أستعملها كثيرا في حياتي، كأنني لا أسمع وكأنني لا أرى ولا أفهم.. وتمضي الحياة..
وصباحكم دائما جو جميل وأسرة سعيدة ورزق وافر..