د. خيرية السقاف
لا يقف طمع الإنسان في الحياة عند نفسه، فهو كي يمتِّعها فإن وسائل متعتها تتكون به، برغباته، وبحجم طموحاته..
ما يحدث حولنا من همة لتطوير المدن لتكون مدناً ذكية، بمعنى اكتمال أهليتها لعيشه الآمن، ولنومه المستقر، ولحركته المنسابة، ولرغيفه الجاهز، ولبيته الكامل، ولحافلته السريعة، ولمنفعته المتاحة، ولمستهلكاته الوفيرة، فإن المنطلق يبدأ من همة هذا الإنسان نحو التغيير في صالح حضارته، ومدنيته، ومكتسباته للمعاش الرغد، ويبقى له أن يعنى بذاته، ويجهد في الكفاح بها نحو رقيها، والاستفادة مما قُدّر لها من ملكاتٍ، ومواهب، وقدرات..
والمدن الذكية تقوم على روابط فنية دقيقة ذات روابط قوية تعنى بتشغيلها في انسيابية دون خلل، تماماً كتلك التي يحتاجها هذا الإنسان في علائقه بمن يشاركه الحياة فيها..
فالإنسان ليس هو اسمه فقط، ولا لقبه المكتسب مفرداً، ولا رصيده الموروث، والمورَّث المدخر ... إنه مدينته، وعقله، إنه مكنونها، ومكنون ذاته،
المدن الذكية قواماتها مكونات مادية ملموسة،
والإنسان قواماته عصبة مكونات ذاتية محسوسة..
ولكي تكون مدينته فاضلة وذكية، عليه أن يكون فاضلاً، وذكياً في آن..
ولهذا المعاش، ولهذه الحياة،
تكون المدن بإنسانها آهلة للخير، وللسلم، وللإثمار، وللأمان، وللرقي..
فالبقاء..