في عالمٍ تتلاطمه الأمواجُ الاقتصاديةُ العاتية وتهدُّ مضاجعَه الحروبُ العرقيةُ القاضية، يعتلي وطني المملكةُ العربيةُ السعودية قممَ الجبالِ الشاهقة تحت ظلِّ قيادةِ حزم حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورؤية عزم سديدة من سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- لنقود الأمم في عام 2020 إلى عالمٍ سيختلف وحكوماتٍ -بمشيئة الله- ستأتلف، لتحقيق الغايات رغم كل التحديات، وذلك من خلال محاور ثلاثة: تمكين الإنسان، الحفاظ على كوكب الأرض وتشكيل آفاق جديدة.
أفلا أباهي بك وطني.
دام عزُّك وطاب خيرك وعلا سماؤك.
العينُ تُبصر والإبصارُ بالحدَقِ
والحقّ أبلجُ في الأقوالِ لا الورقِ
المجدُ مجدُك يا سلمانَ يا ملكًا
ترقى بنا قممًا في ذروةِ الأفقِ
والعزُّ عزُّك يا ميمونَ والدُه
محمدُ العزمِ ذو الآمالِ والسّبَقِ
بالأمسِ بدوٌ نجوب البيدَ مُهلِكةً
وكم شقينا من الآلامِ والأرَقِ
واليومَ نحن على العشرينِ قادتُهم
شمسٌ كواكبها فاءَت لمفترَقِ
من شرقِ عالمِنا والغَربُ يتبعُه
يضمهم بلد الآداب والنسَقِ
خَطَّ المعالِمَ للتاريخِ أسَّسَها
عبدُ العزيزِ بِجَوفِ الليلِ بِالغسَقِ
أبناؤُهُ ورِثُوا من نَهجِ والِدِهِم
وتَمَّمُوا المُلْكَ بالأحكامِ والوُثُقِ
هذي السعوديةُ الشَّمَّاءُ لي وطَنٌ
أنا المباهي بها مِسْكٌ من الودَقِ
عَنْقَاءُ مَملَكتي ديمٌ بِعَالَمِنا
وأنتَ يا وطني وسْمٌ على شَفَقِ
والآنَ يا وطَني أصبحتَ قِبلتَهم
تاهتْ بصائرُهم في غُمْرِ مُخْتَلقِ
سطَّرتَ تاريخَ عِزٍّ كان يَنْقُصُنَا
فباتَ نورًا لنا من آخرِ النَّفَقِ
أنا السُّعوديُّ والأمجادُ تتبعُني
والخيرُ في وطني نَفْحٌ مِنَ العَبَقِ
سيعلَمُ الغَرْبُ كم ذا في مَعَارِفِنا
بالاقتصَادِ لنَا، من عالِمٍ حَذِقِ
ويفهمُ الشَّرقُ أنّا في تقانَتِهم
نُعَلِّمُ النشءَ فينا وَهْوَ في عَلَقِ
تاريخُنا عِبَرٌ نطوِي صحائِفَه
أقوالُنا عملٌ زانَت بمُتَّسَقِ
نَبْني حضارتَنا والكلُّ يعرِفُنا
ونحفظُ العهدَ لا نَقضٍ لِمُتَّفَقِ
ورؤيةُ الخيرِ أثمارٌ مبشّرةٌ
وغيرُنا غارقٌ بالجهلِ والنّزَقِ
ما قاله ملكٌ بَانَتْ حقَائِقُه
الحزمُ رايتُه كالصبحِ من فلَقِ
وليُّ عهدٍ كضرغامٍ بهمّتِه
شقَّ الجبالَ وساوى أوْعرَ الطُّرُقِ
قادَ المسيرةَ في حزْمٍ وسطّرَها
لا يرتضي الوَنَّ أو إيماءةَ الغَفَقِ
انظر إلى وطَني، فوقَ السحابِ علا
متارفٌ تَزْدَهي في قِمّةِ الأُلقِ
أثبتّ يَا وطَني عَزْماً ورؤيتُنا
يَمْضي المسارُ بنا في خيرِه الغَدِقِ
تاريخُنا شرفٌ والحاقدون لَهُمْ
بؤسٌ ويأخذُهم بأسٌ لمنزلَقِ
أَمَا علِمتُمْ بأنّا للعُلى أُسُدٌ
لا تُسْتَبَاحُ وداعي الشَّرِّ في سَحَقِ
ها نحنُ في قِمّةِ العشرين مِنْ شَرفٍ
نُسابقُ الرّيحَ لا نَخشى من الغَرَقِ
نَبْني الحضارةَ مِنْ ماضٍ يُمجّدُنا
ونَمتَطي الخَيْلَ في إِقْدامِ مُنْطلِقِ
ونَحتفي بضيوفٍ في مَكارِمنا
لهم سُرادقُ من إِشْراقَةِ الحدَقِ
أهلاً وسهلاً بهذا المجد يا وطني
ومرحباً بسنا المستقبلِ العذِقِ
** **
- شعر: د. سالم بن محمد المالك