أحمد المغلوث
حتى لحظة كتابة سطور هذه الزاوية لهذا اليوم الثلاثاء موعد انعقاد «القمة الخليجية» وهاجس الآمال مرتفع جداً؛ كون هذه القمة الـ40 والتي تعقد في عاصمتنا الحبيبة الرياض، عاصمة العرب بل وحتى العالم الإسلامي، بما حباها الله من مكانة مقدسة كون الرياض عاصمة (المملكة موطن الحرمين الشريفين)، وبالتالي فلقادتها مكانتهم وتقديرهم الكبيرين لدى مختلف قادة وشعوب العالمين العربي والإسلامي بل وحتى العالم.. ومن هنا فالتفاؤل بأن هذه القمة سوف تحظى بنجاح كبير، خاصة وهناك مؤشرات عديدة بعدما بدأت تنتشر في الأفق إضاءات مختلفة تشير إلى انفراج في الأزمة الخليجية، ولا سيما بعد نشاط دبلوماسي خليجي مكثف لقادة الكويت الكرام، وما قاموا به من تحركات ووساطة محمودة لحلحلة كل المشاكل والقضاء على المعوقات التي قد تقلل من شأن نجاح هذه القمة.
ولا شك أن تحديد موعد القمة رسمياً جاء دليلاً واضحاً على حرص قادة الخليج على استمرارية وحدتهم ولحمتهم وتجاوزهم جميعاً كل التحديات أو ما يحد من طموحاتهم وسعيهم الحثيث نحو تنمية دولهم، وتعزيز التعاون الإقليمي مع الدول المجاورة بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة. هذا ما كنا نقرأ عنه ضمن توصيات القمم السابقة. ذات الأهداف السامية والتي تشير إلى أن دول الخليج ومن خلال قادتها حريصون كل الحرص على التعاون مع مختلف دول العالم سعياً للأفضل.
ومن هذا المنطلق تعتبر تطلعات دول الخليج في مسارها الصحيح، وهذا ما أكده دائماً قادة الخليج في مختلف القمم الماضية ومنذ انطلاق القمة الأولى قبل أربعة عقود .. فجميع الدول الخليجية وحدة واحدة في مواجهة «التحديات» على مختلف أنواعها وأشكالها سواء أكانت دولية أم فردية. وجميعنا يذكر اهتمام قادتنا الكرام بخطط وبرامج التنمية المستدامة التي جعلت من شعوب الخليج -ولله الحمد- في قائمة الشعوب الأفضل.. ولكل قمة من قمم مجلس التعاون الخليجي إيجابياتها في مواجهة الآثار الاقتصادية التي عانت منها هذه الدول بعد أحداث الخليج، حيث كانت دول الخليج من أكثر دول المنطقة تأثراً على المستوى الاقتصادي، وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية وسياسية، خصوصاً أن إيران ونظام الملالي بات كالدلفين يلعب بكرة الماء الإرهابية لا لتسلية المشاهدين ولكن لإثارة فزعهم وخوفهم من تبعات ما قد ينتج عن ذلك من إرهاب أو تهور نووي.
لقد ساهمت الدول الخليجية في دعم العديد من الدول العربية الشقيقة خلال العقود الأربعة الماضية.. حيث قدم الخليج نموذجاً للاستقرار وحسن التصرف وسرعة المبادرة في دعم الأشقاء وكذلك الأصدقاء .. لقد كانت دول الخليج مثالاً حياً لتطبيق المبادئ والأعراف السياسية ومحاربة الكراهية ونشر ثقافة التسامح والمحبة والإنسانية.
ولقد أكد قادة الخليج خلال قممهم السابقة وقوفهم الدائم نحو عملية السلام، وسعيهم نحو سلام دائم في المنطقة وتحقيق الأهداف الحقيقة التي تأسس من أجلها مجلس التعاون الخليجي الموقر..؟!