أ.د.عثمان بن صالح العامر
أكتب مقالي هذا والأنظار تتجه للرياض عاصمة القرار العربي وموئل البيت الخليجي، حيث تنعقد اليوم الثلاثاء 13-4-1441هـ الموافق 10-12-2019م القمة الخليجية الاعتيادية الأربعون، والتي يترأس أعمالها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي بدوره - وفَّقه الله وحفظه ورعاه - وجّه الدعوة لحضور هذه القمة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس.
لقد أدرك الكل خطأ وخطر الاعتقاد المشين بأن إيران يمكن أن يفكر بها بديلاً عن حضن العرب ودوحة الخليج، وما حال العراق واليمن ولبنان وسوريا عنا ببعيد. إضافة إلى أن جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين انكشفت نواياها وبانت خفاياه وتساقطت أوراقها ولم يبق لها موطئ قدم على أرض، ولا مقر تقدير في نفس، فقد انبلج الحق المقرون بالدليل الرباني والعقلي، وبان ما خفي وعظم أمام الساسة والمنظِّرين فضلاً عن الأتباع المصفقين ولم يبق منزع عذر أو اعتذار لذي لب وعقل، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
لم يكن موقف المملكة العربية السعودية الواضح والصريح والمتشدِّد من أعداء البيت الخليجي دولاً كانوا أو جماعات وأفراداً موقفاً قائماً ومرتكزاً على العاطفة فحسب، بل إنه العقل الواعي لحجم المخاطر، المدرك للمآلات، العارف بالنهايات، القارئ للتاريخ، والمتحصن بعد الله عزَّ وجلَّ بالذات، وها هي الأحوال والأحداث تثبت صحة وصلابة وقوة الموقف السعودي الذي تصفق له اليوم الشعوب العربية التي ذاقت مرارة وفظاعة النظام الإيراني ردحاً من الزمن فضلاً عن الساسة المنصفين للحق أو حتى المحايدين الباحثين عن الضآلة المفقودة وسط الركام الآسن.
من القلب يتمنى الوطن والمواطن النجاح الكامل لهذه القمة التي ينتظر منها أن تكون الحدث المفصلي الفاصل بين عهدين، والطريق المفتوح لتعاون وتكامل واتحاد خليجي يقف ساسته كالبنيان المرصوص، وشعوبه من خلفهم صفاً واحداً متراص اللبنات كالجسد الواحد أمام أطماع وتحركات ومخادعات ومكر الأعداء. حفظ الله خليجنا وأدام أمننا ورفع راياتنا ونصر جندنا وأبقى قادة بلادنا.. ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء، والسلام.