* معهد الإدارة العامة، هذه المؤسسة التي أنشئت عام 1380هـ الموافق 1961م، أي منذ60 عاماً، مؤسسة إدارية وتدريبية عريقة أهَّلت وأكسبت عشرات الآلاف من العاملين بالجهاز الحكومي الخبرات التدريبية لينطلقوا بمفاصل الجسم الحكومي يبثون التجديد ويدربون منسوبيه لبناء قدرات إدارية فاعلة، غرسها فيهم المعهد من خلال الدورات والبرامج التي ينظمها لإكسابهم الخبرة الإدارية الحديثة لينطلقوا بأجهزة الإدارة الحكومية.
فضلا عن ذلك فالمعهد منذ تأسيسه يشخص العوائق الإدارية التي تجعل بعض الأجهزة لا تستطيع أن تواكب الأهداف التي أُنشئت من أجلها وتطوير أعمالها وخدماتها.
* * *
المعهد يواصل مهامه التدريبية المتميزة وتخريج كفاءات متميزة، مواكبا منظومة الإصلاح الإداري وتضاعف الآن دوره الذي بدأه منذ تأسيسه في تنظيم كثير من الأجهزة الحكومية كما له دور آخر وهو صنعه للكفاءات التي انطلقت منه لتتولى المقاعد القيادية بالأجهزة الحكومية، فأحدثت فيها تطويراً ونجاحاً.
* * *
* المعهد وتضاعف مسؤولياته
في الفترة الأخيرة تضاعف دوره مع برامج رؤية 2030 وبخاصة بالجانب التنظيمي تحقيقا لأهداف رؤية الوطن بإعادة الهيكلة والتنظيم للأجهزة الحكومية لتستجيب للاستحقاقات حراك الوطن التنموي والاقتصادي والتعليمي.
* * *
وللمعهد رسالة أخرى وهي تنظيم «مؤتمرات إدارية فاعلة» تشارك فيها خبرات إدارية كبيرة من سعودية وعربية وعالمية، وكان من آخرها وأهمها مؤتمر التنمية الإدارية بضوء رؤية المملكة 2030م الذي رعاه معالي وزير الخدمة المدنية، رئيس مجلس إدارته أ/ سليمان الحمدان وقامت عليه ونظَّمته بنجاح كفاءات المعهد السعودية، تناول قضايا إدارية مهمة وقدَّم توصيات من أهمها توصيات «حول تطوير الأطر التنظيمية والهيكلية واللوائح التنفيذيَّة بالقطاع الخاص لمواكبة رؤية المملكة والمشاركة بتحقيق أهدافها الإدارية والاقتصادية».
* * *
ولعل المبهج أن المعهد منذ إنشائه، تقوم عليه كفاءات وطنية: إدارة وتدريبا وبحوثا أو استشارات وتدريسا.
* * *
* المعهد قدوة بالتزام موظفيه بالدوام
المعهد الذي يُدرِّب على إدارة العمل بمهنية واقتدار والتزام، هو ومنسوبوه القدوة بالالتزام بالعمل، فموظفوه يلتزمون بالحضور بأول دقيقة بالدوام ويخرجون بآخر دقيقة دون التوقيع على دفتر حضور أو ختم بصمة.
* * *
* المعهد قدوة بترشيد الإنفاق
المعهد لا يقدِّم تنظيراً بدوراته وبرامجه واستشاراته فقط، لكنه يطبِّق ذلك في إدارته وعمله، فالتنظير يتم تفعيله بين أسوار المعهد، وإليكم نماذج عجيبة وأخَّاذة لا أعتقد أنها موجودة بأي جهاز حكومي. أولاً: من يُصدِّق أن أثاث المعهد منذ إنشائه 1980 فأثاثه لم يتغير والموكيت 28 سنة ولم يتم استبداله ولا زال محتفظاً بنضارته وجودته.
ثانيا: طاولة الاجتماعات لم يغيرها المعهد منذ أكثر من 84 م أي عمرها الآن 35 عاما ولا تزال على متانتها وجودتها، وهي التي جلس إليها خادم الحرمين الملك سلمان عندما زار المعهد عام 85م ورأس اجتماعا بين مسؤولي المعهد وبعض مسؤولي إمارة الرياض من أجل استشارات إدارية للإمارة.
* * *
* المعهد يقوم بصيانة مبناه وليس عبر شركة
إن صيانة ونظافة المعهد وفروعه هي صيانة ذاتية، فهو يتعاقد مع عمالة على كفالته وتقوم هي بالتنظيف، وتم ذلك عندما رأوا أن هذا الأسلوب أوفر بالصرف مع أداء المطلوب بجودة عالية، ولم تأت هذه الخطوة الرائعة جزافاً أو تقديراً ظنياً، فقد أجرى المعهد دراسة دقيقة وصل فيها إلى أنَّ نظافة المتر بالسنة من قبل التعاقد مع شركة يكلف 300 ريال بينما يتم ذلك عبر النظافة الذاتية بـ98 ريالاً.
وهو قُدوة بترشيد الإنفاق فالمعهد رغم عُمره الطويل، إلاَّ أنَّ من يدخله يتوقع أنه لم يمض عليه سوى سنوات معدودة.
إن المعهد كما هو الناجح بكفاءة واقتدار منسوبيه فهو المتفوق بالحفاظ على مكتسباته المعنوية والمادية والمحافظة عليها. إن معهد الإدارة العامة يعدّ بشهادة من أعرق المؤسسات الإدارية الدولية الناجحة التي كانت ولا تزال لها مخرجاتها تدريبا للموظفين وتنظيما للأجهزة.
* * *
باقة تقدير لمنسوبي معهدنا القدير المنجِز بصمت ممثلا في معالي رئيس مجلس إدارته أ/ سليمان الحمدان الداعم له ولبرامجه ومعالي مديره د. مشبب بن عايض القحطاني ونوابه وكافة الدماء الإدارية والتعليمية والتدريبية التي يتدفق عطاؤها بين شرايين أسواره.
* * *
هذه كلمة حق مختزلة عن هذه «المؤسسة» الوطنية الإدارية الكبرى التي واكبت بواكير العمل الإداري الحكومي واستمرت في تحقيق أهدافها بتصاعد مشهود نراه الآن بالمعهد.