«الجزيرة» - وكالات:
تتعرض منطقة شلالات فيكتوريا، وهي واحدة من أعظم الشلالات في العالم ومن بين أكثر مناطق الجذب السياحي في أفريقيا، لأسوأ موجة جفاف منذ قرن، الأمر الذي يزيد من مخاوف التغير المناخي. فعلى مدى عقود من الزمن، جذبت شلالات فيكتوريا، حيث ينحدر نهر زامبيزي، الذي يعد أحد الأنهار الكبيرة في أفريقيا ورابع أطول نهر في القارة السمراء، ملايين المصطافين إلى زيمبابوي وزامبيا لإطلالاتها المذهلة. وتعد شلالات فيكتوريا من أكبر الشلالات في العالم مقارنة مع شلالات نياغارا في أميركا الشمالية، ويعادل عرضها وعمقها ضعف عرض وعمق نياغارا. ويقدر عرض شلالات فيكتوريا بأكثر من 1700 متر، بينما يبلغ أقصى ارتفاع لها 108 أمتار، ويقدر معدل كمية المياه الساقطة سنويًا بأكثر من 934 مترًا مكعبًا في الثانية، غير أن أسوأ موجة جفاف منذ قرن أدت إلى إبطاء غزارة الشلالات إلى حد كبير، مما زاد المخاوف من أن تغير المناخ يمكن أن يدمر واحدًا من أكبر مناطق الجذب السياحي في المنطقة. وبينما يتباطأ الشلال عادة خلال موسم الجفاف، قال مسؤولون إن هذا العام قد تسبب في انخفاض غير مسبوق في مستويات المياه. وقال بائع الحرف اليدوية السياحية دومينيك نيامبي، خارج متجره في ليفينغستون على الجانب الزامبي من الشلالات: «في السنوات السابقة، عندما يأتي موسم الجفاف لم يكن منسوب المياه ينخفض إلى هذا الحد»، مشيرًا إلى أن هذه هي أول مرة يجف فيها النهر بهذه الطريقة. وقال عالم الهيدرولوجيا في شركة الهندسة بويري وخبير في نهر زامبيزي هارالد كلينغ إن علوم المناخ تعاملت على مدار عقود، وليس لسنوات معينة، «لذلك يصعب أحيانًا قول ذلك بسبب التغير المناخي لأن الجفاف دائمًا ما يحدث.. إذا أصبحت هذه الحالة أكثر تواترًا، فيمكن البدء في قول إن السبب يكون التغير المناخي». ويعتقد ريتشارد بيلفوس، رئيس مؤسسة طيور الكركي الدولية، الذي درس زامبيزي على مدار العقود الثلاثة الماضية، أن تغير المناخ يؤخر الرياح الموسمية، الأمر الذي يؤدي إلى تساقط الأمطار بغزارة في أوقات معينة، بحيث يصعب تخزينها، وينجم عن ذلك بالتالي موسم جفاف أطول بكثير من المواسم الأخرى.