الجزيرة - محمد السنيد:
أشاد الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين أمير قبيلة العجمان في الكويت عضو مجلس الأمة السابق بقوة العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، معربا عن تهانيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة ذكرى البيعة الخامسة. مؤكدا أن البلدين يربطهما تاريخ عريق وحاضر مشترك ومستقبل مشرق بإذن الله تعالى. ونوه ابن حثلين بما يحظى به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من حب واحترام من الجميع، لما لمسوه منه من حكمة وحنكة جعلته يقود المملكة إلى بر الأمان والاستقرار وسط أمواج المنطقة العاتية التي تعج بالفتن والاضطرابات، محققا آمال شعبه في العيش برغد وأمان.
ووصف الشيخ سلطان بن حثلين الملك سلمان بالقائد الحكيم والأب والأخ الكبير لكل العرب من الخليج إلى المحيط، وهو ما يتجسد في استقباله لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورئاسته- حفظه الله- اجتماع الدورة الأربعين، للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في مدينة الرياض يوم غدٍ الثلاثاء والموافق 10 ديسمبر 2019، لبحث عدد من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة الى تدارس التطورات السياسية الإقليمية والدولية، والأوضاع الأمنية في المنطقة، وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس.
وقال الشيخ سلطان بن حثلين: إن الشدائد التي اعترضت العلاقات السعودية الكويتية لم تزدها إلا رسوخا وصلابة، منذ عهد الملك عبدالعزيز والشيخ مبارك الصباح ومن بعدهما من قادة المملكة والكويت- رحمهم الله جميعا- إلى هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.. مؤكداً على أن أواصر الأخوة بين المواطنين في كلتا الدولتين عميقة وتضرب بجذورها في أعماق التاريخ.
وهنا لا يفوتني أن نتذكر الموقف البطولي للملك فهد بن عبدالعزيز في تحرير الكويت، وكلماته التي تصاغ بماء الذهب وعبرت عن عمق العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين، حيث قال- رحمه الله- كلمته الشهيرة: (يا تبقى الكويت والسعودية يا نموت سوا). وذلك في أول لقاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح- رحمهما الله- عقب تحرير الكويت قبل 28 عاما، وقتها عبّر الراحلان عن فرحهما بالتحرير وتبادلا الشكر ومشاعر الفخر.
وشدد الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين على أنه بالرغم من الصعوبات والتحديات التي كانت تهدد المنطقة والعالم على مر السنين، إلا أن البلدين الشقيقين كانا على يقين وإدراك تام بأهمية حفظ روابط هذه الأخوة التي تجمعهما وتوثيقها على المستويين الحكومي والشعبي لمواجهة تلك التحديات تحت ظل قيادتين حكيمتين للمملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وكجزء من إجماع مشترك على مصير الأخوة بمفهومها الشامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف ابن حثلين: إن ما يمس المملكة يمس دولة الكويت، والشعب الكويتي يكن كل المحبة والتقدير للمملكة حكومة وشعباً. معتبرين أن السعودي كويتي والكويتي سعودي ولا فرق بينهما على الإطلاق.
وذكر ابن حثلين أن العقل الجمعي للشعب الكويتي يحتفظ بذكرى زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدولة الكويت بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد في ديسمبر 2016، حيث تم استقباله استقبالا كبيرا على المستويين الحكومي والشعبي. وكانت تلك الزيارة الميمونة امتدادا لسلسلة من الزيارات وقتما كان وليًّا للعهد؛ في ديسمبر 2013 ممثلًا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اجتماعات الدورة الـ34 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.. وكذلك في مارس 2014 عندما ترأس الملك سلمان وفد المملكة في اجتماعات القمة العربية الـ25 بالكويت، فيما كانت آخر زياراته قبل توليه مقاليد الحكم في منتصف يناير 2015 على رأس وفد لحضور اجتماعات المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، ووثق الملك سلمان روح التعاون بشكل أكبر مع أشقائه في الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة برئاسته في ذي القعدة 1439هـ على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع بالكويت بين وزير الخارجية عادل الجبير، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الصباح، بغية دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.
وجدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان التأكيد على قوة هذه العلاقات بزيارته الثانية آخر سبتمبر 2018، إذ زارها في مايو 2015 عندما كان وليا لولي العهد، والتقى حينها أمير الكويت، وبحث سموهما العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، كما بحثا مستجدات الأوضاع في المنطقة، وجهود البلدين في تحقيق الأمن والاستقرار.
وفي ختام تصريحه سأل الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين، الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والشعب السعودي الشقيق، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على المملكة والكويت وجميع الدول العربية والإسلامية.