د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
تربعت شركة أرامكو السعودية على عرش أضخم شركات العالم من حيث القيمة السوقية حيث بلغت قيمتها السوقية 1.71 تريليون دولار، وبذلك تتفوق شركة أرامكو على شركتي أبل ومايكروسوفت بفارق كبير إذ تبلغ القيمة السوقية لأبل 1.18 تريليون دولار، بينما تبلغ قيمة مايكروسوفت 1.15 تريليون دولار في 4 ديسمبر 2019، أرامكو تعادل 3.5 مرة قيمة السهم السعودية مجتمعة، و23 ضعف سابك، واكتتاب أرامكو يزيح علي بابا ويصبح الأضخم في التاريخ بـ 25.6 مليار دولار، بتغطية 4.7 مرة، وكانت تغطية الأفراد 1.53 مرة، بينما تغطية المؤسسات 6.20 مرة.
هذا الحدث يتزامن مع استلام المملكة قيادة مجموعة العشرين في 23 من نوفمبر 2019 من اليابان وهي مجموعة بدأت على مستوى القادة منذ عام 2008 وقيادة المملكة لهذه المجموعة حدث كبير يتزامن مع التحول الاقتصادي الذي تعيشه السعودية، حيث انبثق عن القمة لقاءت مصغرة للشباب Y20 ورجال الأعمال B20 والعمال l20 والمرأة W20، كون المجموعة تستحوذ على 85 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي، وثلثي سكان العالم، وتحكمها في 75 في المائة من حجم التجارة العالمية، وهو أيضا دليل على دور السعودية المحوري وتأثيرها القوي في صنع القرار الدولي خصوصاً فيما يتصل بقطاع الطاقة عالمياً.
يراهن العالم على قيادة السعودية لهذه القمة على مواجهة تحديات العالم الاقتصادية، خصوصاً وأنها تتمتع بخطاب معاصر في التعامل مع المتغيرات بديناميكية، بعد اعتمادها منذ تبني رؤية المملكة 2030 الابتعاد عن التقليدية، وأصبحت مرتكزات الرؤية التي تتقاطع مع مجموعة العشرين في دعم نشاط الشباب ورجال الأعمال والمبادرات ومبدأ التعاون الجماعي، حيث ستصبح المجموعة حلقة وصل فاعلة بين رؤية المملكة لتطوير المجتمع الدولي وإعادة تشكيل هيكل الاقتصاد العالمي.
كما أن رئاسة المملكة للمجموعة فرصة مهمة لإبراز قدرات الاقتصاد السعودي بعدما أصبحت تملك أكبر شركة عالمية، وفرصة سانحة لعرض الاستثمارات السعودية الواعدة بعدما أثبت الاقتصاد السعودي قدرته في تقديم رؤية اقتصادية لمواجهة التحديات العالمية خصوصاً في مجال الطاقة واعتماده الدخول في مزيج الطاقة بما يتماشى مع التغيرات العالمية وما أصابه من قلق تجاه التسخين الحراري، وكذلك هي صوت اقتصادات المنطقة عالمياً.
ما يميز مجموعة العشرين أنها مجموعة صغيرة وليست كغيرها مثل صندوق النقد الدولي وكذلك البنك الدولي المشكل من مائة دولة والأمم المتحدة 190 دولة يعطي السعودية التي تقود هذه المجموعة فرصة على إعادة النظر في مستقبل القضايا التي تواجه العالم في القرن الـ21 ووضع الحلول والمسارات لقضايا التنمية والعمل.
المملكة مؤهلة لقيادة المجموعة بعد نجاحاتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية في تحقيق رؤيتها 2030 لتحقيق أهداف المجموعة خصوصاً وأن هناك توافقاً بين أهداف رؤية المملكة 2030 وقمة مجموعة العشرين تصل إلى نسبة 80 في المائة.
استندت المملكة في وضع برامج القمة إلى نظرتها المستقبلية للقضايا التي تواجه العالم في القرن الـ21 إلى جانب رؤيتها 2030 والتي تتضمن ثلاثة محاور رئيسية تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض وتشكيل آفاق جديدة.