صيغة الشمري
انطلقت قبل أيام أكبر تظاهرة إعلامية تشهدها بلادنا، نظمتها هيئة الصحفيين السعوديين على مدار يومين متتاليين، حضرها ما يقارب ألف إعلامي من أكثر من 32 دولة من مختلف دول العالم، وأقيمت خلال هذه التظاهرة غير المسبوقة حوالي خمسين جلسة وورشة عمل، وقد حضرها من الجمهور ما يتجاوز العشرة آلاف متفرج أو مهتم بهذا الشأن، لم يشفع لهذه التظاهرة الإعلامية الكبرى أنها تقام للمرة الأولى، وانطلق بعضهم يحاكمها وكأنها تقام كل سنة منذ ربع قرن!
وهذا حكم ظالم وغير منصف والذي يروجه إما حاقد أو جاهل وكلاهما أشر من الآخر، وهناك فئة ثالثة ممن لم تتم دعوتهم فصبوا جام غضبهم على المنتدى، دون أن يمنحوا أنفسهم قراءة أخباره ومحاولة إصدار أحكام منصفة لا تعتمد على الشخصنة التي أصبحت ظاهرة سلبية تسري بين الكثير من الإعلاميين، من خلال طرح يفتقد للعقلانية والإنصاف، الذي حدث في منتدى التميز الإعلامي بنسخته الأولى كان ناجحاً بكل المقاييس والنجاحات التي حققها لم يحققها أي منتدى إعلامي قبله، مستوى الإعلاميين العالميين والعرب الذين حضروا المنتدى غير مسبوق وكذلك مستوى المتحدثين في جلسات المنتدى لم يستطع أي منتدى قبل هيئة الصحفيين السعوديين إحضارهم، التنظيم المبسط والذي تميز بالسهل الممتنع أضفى على فعاليات المنتدى جمالية أخرى تضاف لجمالياته الكثيرة، هامش المنتدى جعل كل زاوية وكل مكان في المكان الذي أقيم فيه المنتدى كان يحمل لمحات ثقافية وإنسانية من خلال التقاء زملاء وإخوة وأصدقاء إعلاميين، بعضهم لم يلتق الآخر منذ عشرين عاماً، إذا نظرنا لهذه الفعالية بإنصاف فإننا نجدها وقد نجحت في أهدافها الأهم وهي تقديم صورة إيجابية عن بلادنا وعن الإعلام السعودي كإعلام رائد في المنطقة ومؤثر، وهذا هو المهم لدى كل إنسان يهمه أمر الوطن قبل أمر نفسه، المحتوى الذي طرح في الجلسات من قبل رواد الإعلام وأساتذته منح المختصين في المجال الإعلامي خبرات تضاهي أقوى ما تقدمه أي كلية إعلام في العالم، يجب أن نسمو وتكون نظرتنا بعيدة تجاه كل ما يقدم من فعاليات باسم الوطن.