عمر إبراهيم الرشيد
استحببت هذا العنوان لأنه بقدر ما يستدعي مزيجاً من الحزن والألم، بقدر ما يحرك كوامن الأمل والفخر والاعتزاز بوحدة الأصل وعراقة الهوية. قلت الحزن والألم لما حدث من شرخ لهذا البناء، لكن الأمل لدى أهل الخليج كما قلت بانفراج هذه الأزمة طاغٍ. قصص خليجية، اسم لسلسلة درامية من إنتاج المؤسسة الغائبة الحاضرة التي أسستها دول مجلس التعاون قبل حوالي أربعة عقود، لتعنى بإنتاج البرامج والمسلسلات والمواد الإعلامية الهادفة، مبرزة القيم العربية الخليجية الإسلامية المنبع، وحضارة الجزيرة العربية وتاريخ المجتمعات الخليجية، فأنتجت أنجح برنامج عرفه الطفل العربي (افتح يا سمسم) و(سلامتك) الطبي، و(قف) للتثقيف ورفع الوعي المروري، هذا إلى جانب الإنتاج الدرامي وترجمة مسلسلات الأطفال الكرتونية باللغة الفصحى وبأصوات نجوم الخليج والعالم العربي. وكم بت أحرص منذ انطلاقة هذه القنوات الخليجية التي تحرص على بث هذا الأرشيف الإعلامي الثري بكافة أصنافه، على متابعة برنامج أو مسلسل يعودان بي إلى تلك السنين الخوالي، فتمتزج مشاعر الحنين إلى تلك الفترة الطاغية الجمال، والحسرة على توقف نشاط هذه المؤسسة الخليجية، فلا يمكن في رأيي أن يخلو ذلك الإنتاج من ثراء فكري وإنساني، بعيداً عن التكلّف أو التصنّع والإسفاف الباعث للغثيان الذي نراه في معظم فضائنا العربي المرئي وحتى المسموع. لأن مجرد نظرة على أسماء من يقف خلف الكتابة، الإعداد، التنفيذ، الإنتاج، الأداء والإخراج لتلك الأعمال على تنوّعها يدرك سر تألقها حتى وهي تعرض في وقتنا الحالي، ذلك أن الذهب لا يصدأ. أقول هذا وأعجب وأتساءل كما غيري عن تأخر التلفزيون السعودي عن تخصيص قناة للأرشيف تبث عبرها مئات البرامج والمسلسلات والمواد الإعلامية المحفوظة لديها، كما فعل تلفزيون دبي والكويت ومصر، ذلك أن الأرشيف الإعلامي يشكِّل تاريخاً وطنياً يتوق إلى استعادته من عايش جزءاً منه، والباحثون في مجالاتهم، إضافة إلى تعريف الجيل الحالي والنشء بجزء من التاريخ الوطني.
قصص خليجية، مصير مشترك وأمل متجدِّد بخليج يدرك أهله أن مشتركاتهم مصدر قوة، وأن تنوّع وتعدد أصواتهم وألوانهم مصدر ثراء، طابت أوقاتكم.