عبد الرحمن بن محمد السدحان
* كانت بلادنا الغالية، وما برحت تعيش مواسم تنموية مبهرة من الإنجاز بقيادة سيد هذا الكيان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله، وعضده الأيمن سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وقد شهدت السنوات الماضية من هذا العهد الأغرّ غيثًا من النمو شمل بادية هذه البلاد وحاضرتها، وأحيا في القلوب من جديد أملاً بالمزيد من الإنجازات يسعد بها جيلنا الحاضر وخليفتُه القادمُ بإذن الله.
* * *
* نعم خمس سنوات سمانٌ من الفرح والفخر كانت مفعمة بمشروعات الخير والنماء شهدها هذا العهد الميمون، جعلتنا أكثر تفاؤلاً وأندى إنجازًا، وما برح الخاطر يحلم بمزيد من هذه الإنجازات تجعل المواطن أكثر توْقًا وأغنى تطلعًا لغدٍ أفضل عامرٍ بالعطاء!
* * *
* رغم كل ما تقدم من بشائر الخير الواعدة بكثير ممّا يحلم به المواطن نموًا وإنجازًا، إلا أنّ في الخاطر مزيدًا من الآمال بأن يكونَ غدُنا القادمُ أغدق عطاءًا وأثْرَى استيعابًا لطموحات المواطن خيرًا ونماءً!
* * *
* وبعد،
فإنه لا ينافس فرحَ المواطن وفخرَه بما تم إنجازه من مشروعات الخير، سوى تطلعات متفائلة تغذي حلمه نحو غد أفضل بإذن الله وقوته!
* * *
* ويقودني التفاؤل المطرز بالفرح إلى طرح بعض الأماني حول حراكنا التربوي تحديدًا في كل مستوياته، فأقول:
أولاً: أتمنَّى أن يحلم المواطن، بغدٍ أثْرى عطاءًا وأرقى رؤيةً وأندى نتائجَ في مجال التربية والتعليم: مناهجَ وطلابًا ومعلمين. وبمعنى أدق، أحلم أن تكون مخرجات التعليم في كل قطاعاته أكثر التصاقًا برؤية القيادة الحكيمة وهموم الوطن خاصةً والطالب والمعلم وبيئة العمل بمستوى أكثر تخصيصًا!
* * *
ثانيًا: أتمنى أن تكونَ مناهجُ التعليم متوازنةً بين (يوتُوبيا) الخاطر ومعطيات الضرورة اللازمة والممكنة لبناء كيانٍ تربويّ يخدم طموح المستقبل، ويؤسّسُ القدرةَ على بناء جسور الثقة بين وجدان الشاب وملكاته للعبور من خلالها صوب الغد الموعود، بدلاً من مواجهة ذلك المستقبل بوجدان من الشتات الذهني والعاطفي بين أحلام الغد، وطموحاته!
* * *
ثالثًا: أتمنّى من جيلنا الشاب، ذكورًا وإناثًا، أن يبذل كل منهما ما استطاع، جدّا وثقةً، أملاً في الفوز بمستقبل يضوع بعبق الإيمان بالله والتوكل عليه، ظاهرًا وباطنًا، ثم الرغبة الصادقة في اجتياز كل الحواجز بتفوق ونجاح لبلوغ غدٍ عامر بإنجاز ما يتمناه في كل مجال يطرقه لصالح هذا الوطن الغالي أولاً، ثم لنفسه، كي يكون لبنةً صالحةً يتّكئُ إليها الغدُ الموعودُ، وأن يجتنب كل ما يمكن أن يعوقَ خطاه أو يعطِّل حلمه.
* * *
رابعًا: أتمنَّى على جيلنا الشاب، بشقّيْه، أن يُوازنَ بين فطرة الّلهو ورؤيةِ المستقبل، الحافل بالجد والجديد، فلا يستسلم لفتنة اللهو لئلا تسيطر على عقله ووجدانه، وفي الوقت ذاته، أتمنى عليه ألاّ يحرمُ نفسَه من التعامل المتزن مع مسائل الّلهو المشروع.
* * *
خامسًا وأخيرًا: أدعو الله ذا الجلال والإكرام، أن يحفظ لهذا الوطن قيادتَه وشعبه، وأن يكلل إصراره وعزمه على بلوغ أهدافه بالنجاح، وأن يتوج جهوده بالخير الواعد بالنفع العميم!