الرؤية الوطنية قيم وأخلاقيات، يا ليتنا نشبع ذلك الجانب حديثاً وتوعية لأجيالنا، أجيال لابد أن تعرف عن من سبقنا وضحى من أجلنا، من أجل مجتمعه الصغير (أسرته) ومجتمعه الكبير (وطنه). القيم التي يجب أن ندركها في من رحل عنا: الصدق، الإخلاص، الوفاء، التضحية، التواضع، التفاني، خدمة الغير، حب الآخرين، التغاضي عن الهفوات، حب العمل والإخلاص فيه.
وإذا استشعرنا هذه المثل والقيم فمن كان معنا نحس به قائمًا بيننا ولم يغادرنا، لأن قيمه ومثله لا تموت بل تعيش وتخلد إلى ما شاء الله لها أن تخلد.
إنه سعد مهنا بن عبدالله المهنا من مواليد مدينة شقراء عام 1375 للهجرة، وافاه الأجل يوم السبت الثالث من ربيع الثاني 1441 هجرية في حادث مروري، تغمده الله بمغفرته وبواسع رحمته وجبر الله مصاب أسرته وذويه. كان عائدًا من شقراء إلى عمله في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ذلك العمل الذي أداه بكل إخلاص وتفان.
عمل في مديرية الشؤون البلدية والقروية بالمنطقة الشرقية، كما عمل بعد تخرجه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (تخصص تاريخ)، عمل في بلدية شقراء مديرًا لشؤون الموظفين، ثم انتقل إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومارس عدة مهام، ومنها: أخصائي تطوير إداري، أخصائي ميزانية، واشترك في العديد من الدورات ذات العلاقة بتطوير المهارات، ثم عين مستشارًا للموارد البشرية بعد تقاعده، وكان يعمل، رحمه الله مديرًا عامًا للتنظيم بالوزارة.
أما مشاركاته الفاعلة في العديد من اللجان، ذات الهدف التطويري لعدد من القضايا في الوزارة وذات العلاقة بمؤسسات حكومية أخرى، فمتعددة، منها: وزارة المالية، وزارة الخدمة المدنية، هيئة الخبراء بمجلس الوزراء. والمعلوم أن وكالة التخطيط والبرامج بوزارة الشؤون البلدية والقروية من أهم الوكالات في الوزارة ولها علاقة مهمة بمؤسسات القطاعين العام والخاص.
ويعد المهنا من الذين عملوا في هذه الدولة، أعزها الله وأدامها على طاعته، جيل ضرب الأمثال في الصدق والتفاني والتضحية لوطنه ومواطنيه وخدمة مليكه، خدم بإخلاص ووفاء. رحمك الله يا أبا راكان، مهما سطر يراعي من كلمات فلن أستطيع أن أفيك حقك من التقدير فأنت أهل للوفاء والتضحية والمثابرة والعمل الدؤوب، جزاؤك ومثوبتك عند المولى عز وجل، جبر الله مصاب أهلك وذويك وبارك الله في عقبك وألهمهم الصبر والسلوان وجعل الله ما قدمت في ميزان أعمالك، إن الله لا يضيع من أحسن عملًا.
** **
- د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ