عطية محمد عطية عقيلان
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة انتشار الأخبار وتداول القصص والحكايات وعلى نطاق واسع على مستوى العالم، وأصبح الغالب منا يبحث عن التفرد في نقل الخبر أو القصة ليلفت الأنظار بقوة وتنوع مصادره (سابقا كان يعرف بالسبق الصحفي)، وغدى تداول كثيرا من القصص والحكايات والأخبار بحثا عن هذا السبق من العامة بعيدا عن كونها كاذبة بالمجمل أو في أفضل الحالات محرفة ومضللة دون تمحيص أو تدقيق.
تداول الإشاعات وتضخيمها تسبب خطرا كبيرا على سمعة الدول والمؤسسات والأفراد بالتشويه بطريقة كاذبة ومغلوطة، ونفيها أو تصحيحها يحتاج إلى جهود مضاعفة لإقناع العامة بأن هذه الأخبار أو القصص كاذبة وبها افتراء وتحريف عن الحقيقة، لأن أغلبنا يؤمن بأن (لا دخان من غير نار)، فغدت المعلومات التي تصلنا بهواتفنا تأخذ حيزا من المصداقية والتداول بعيدا عن التدقيق في صحتها، ورأينا كيفية انتشار أخبار وفاة رؤساء أو مشاهير ينتشر بسرعة البرق وصاحبها حي يرزق بل إن بعض المشاهير عكف عن تكذيب خبر وفاته لأنه مل من كثرة ترديده ونفيه، فكما أننا نحرص على تحميل البرامج التي تحمي أجهزتنا من الفيروسات والاختراق والتهكير وتحديثه أولا بأول، نحتاج إلى تفعيل خاصية إنشاء هيئة مكافحة الشائعات في عقولنا وضمائرنا وتفعيل مجموعة من القيم والمنطق قبل التغريد أو إعادة إرسال أي معلومة أو خبر.
- لنحكم لغة المنطق والعقل في كل ما يصلك قبل إعادة إرساله ولتضع أمامك دائما أن هناك برامج تغير في الأشخاص والصوت لتقنعك بصدق الخبر المزيف لذا يقال لا تصدق كل ما ترى ولا نصف ما تسمع.
- اسأل نفسك دوما هل يستحق هذا الخبر أو القصة إعادة إرسالها وهل سيعود عليك بأي نفع أو فائدة.
- لا تتداول أو تعيد إرسال قصة أو خبر به استهزاء أو اتهام أو تشويه لأي شخص أو جنس أو عرق أو دولة أو مهنة حتى ولو كان مضحكا ومسليا.
- تجنب تداول الأخبار المحبطة والقصص المؤلمة والمشاهد الشاذة للمجتمع لأنك لن تجني شيئا من بث مزيد من الإحباط والسلبية لمعارفك.
- لا تشترك في إعادة إرسال القصص التي تشوه الآخرين وتثبت سوء سلوكهم وأوضاعهم السيئة أثناء التصوير لأنك لن تجني إلا مزيدًا من الآثام وأحيانا المسائلة القانونية.
- ولنفعل الستر في أقوالنا وأفعالنا ولنجعل أي قصة أو حكاية أو خبر يشوه الآخرين يقف عند هاتفنا ولا يتعداه.
الخلاصة أننا في حياتنا اليومية نسمع العديد من الحكايات (والتي تزيد أحداثها بالنقل من شخص لآخر) وتصلنا مئات الرسائل من مختلف المصادر تحمل أخبارا وقصصا وصورا وأفلاما لأناس لا نعرفهم في كثير من الأحيان، ولا نستطيع الجزم بصدقها وصحتها، فلنحرص أن نمارس أضعف الإيمان بعدم إعادة إرسالها، وقيل قديما (تكلم حتى أراك) لتتحول إلى (غرد حتى أراك)، فأصبحنا نعرف الأشخاص بما يرسلونه على القروبات وما يغردون به في وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهدنا كيف أثرت في طرح بعض الأشخاص وأفقدتهم تقدير واحترام مجتمعهم لأنهم انزلقوا في تداول نقل كل ما يصلهم وثبت كذب وافتراء ما يرسلونه أو يقولونه وفقدوا كثيرا من مكانتهم ومعجبيهم، فلنحرص على إشاعة نشر كل ما هو مفيد ونتحرى الدقة والمصداقية قبل أن نتحمس لتحقيق السبق في عالم وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا نبحث عن نجومية وإن كنا مجرد (مروجي إشاعات).