عبدالمحسن بن علي المطلق
في حبابته وأخلاقه بل لطفه (..ممن له من اسمه نصيب)
ويكفي ما تلقاه في مجلسه من مغنمٍ
فهو موقر للكبير ملاطف للصغير كلّ لديه أثير..
كما ويؤثر تلقي المعلومة بلا كبر أو مصانعة
لم يكن (نسيبا) فحسب، بل كان أكثر من هذا، لأنه يعطي من نفسه، ما يظن أبعد الناس أنه من عقود عاشره
جاد بذاته على ما عندها من وفير معارف من الدنيا.. ليتواضع لمن حوله، بلا تكلف ولا زهو، أو بشيء من المداراة
رحل أبو عبدالله (سريعا) لم نشبع منه وكيف تشبع ممن مجلسه عامر بصداه، فكيف بحضوره
غامر من تواضع ذات تدنيك، وإن لم تعرفك عن كثب هكذا كان، أو من هذه الواجهة عرفته
ففي (مجالس) جمعتني به، لا تعدو أصابع اليدين تعدادها لا أقول فوجئت بل وجدت أنني أمام شخصية عجيبة!
ابتسامتها تسابقها.. وإيثارها أشهر علائمَ مؤانستها لا تحتاج ما تفشي عما يكتنزه صاحبها
ذهب.. هكذا، ولم يشأ أن يودّع فـيُفجع من حوله، إنما ودّع بما هو أجلّ..
ما تركه فينا -له- من علامات إلى شخصيته طُرا يهتدي إليها الساري، من بينها تلك البسمات واللطائف، التي بداخلنا له زُرعت، دون أن يذرع بتكلف لإنمائها، فهي من تلقائيته المحضة بُذرت، كما ولا أشكّ -طرفة عين- أنك تجدها بتربة كل من خالطه فذاق من طرحها، أقصد لطفه
فللِـه ذاك النفيس الذي من القليل تعدادهم إذا ما رمت تشير لخلصاء القلب، أو أزمعت تدلل على من يستحقوا، فهو -بالتأكيد- بين خالصتهم، لأن وقعه أثير غزير
وسل وسائط القوم عن (عبداللطيف) ينبؤوك، فمن تُربه بمثله يحتذى..
ولنا في النفوس (الطيبات) ودائع
ودّ.. وذكرى، وحسن طبائع
لا .. ما كنت أأمل هكذا سراعا تكون الغيبة
وانطواء رحلة (معرفة) لم تأخذ بعدها حيز ما تستحقه.. إلا وأرسلت رسائل البين ملوحة بالغياب.. واللباب حائر ماذا يقول فيه أو يدع، وهو لا يكاد يرعوي عن نشيج تبثه وشائج ما اختلط للرجل بداخل من أحبه، لأنه يودّع مثل أبي (عبدالله) المهندس/ عبداللطيف بن عبدالله الحركان
الأمين العام المكلف لهيئة المهندسين السعوديين
والذي في مخائله من الذربة ما أسر به قلوب من حاكاه ولو لمما، أقصد عن قرب آلافٍ...
رحل إلى القائل سبحانه {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} فما نجد من بقية بوح عدا نفثات أن/ يا رب أكرم نزله بجنان
ويا الكريم الرحيم.. الذي يمنّ على المفارق بالصبر أن تصبر أحبابه وآله
وأخصّ حرمه -ابنتي- ابنة أخي عبدالله (نوف)، وقد كان لها ذاك السعد وعده.. لم ينأ عيناها قِبلهُ، وأسرته الكريمة ومن ثم كل أحبابه
رحمك الله، فلقد كنت..
واليوم بجليل أثر سيرة، وجميل تأثير مسيرة.. خلفها انزويت
فلا أزيد في إطرائك ليس مخافة كاشح!
إنما أملي بالكريم جزل مثوبة ما سطرت في صفحات من عرفك، ولجليل ما حفرت في صدورهم لك
(رحمك الله)، وتقبلك في الصالحين
وأنزلك في منازل الصادقين، آمين...
ربنا وتقبل دعاء
و...
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
فما بعد هذه (الآية) من بيان !
كفاها أنها عدّة الصابرين، وبضاعة المخلصين، جعلنا الله وإياكم منهم.