في الدقيقة الثامنة والأربعين من بعد منتصف ليلة عصيبة.. توقفت ترنيمة حانية جميلة.. طالما بعثت في روحي الحياة والأنس والجمال..
توقفت دقات قلب نور العيون.. وتوقفت معها أجهزة تحاصر سريرها.. ورُفعت أنابيب تخترق جسدها.. وما أقسى ما عانت.. رحماك يا ربي وما أشد البلاء.
توقف كل ما أرادوا به حياة لها.. والله قد أذن برحيلها.. والله غالب على أمره، وله الحمد على كل حال.
رحلت حبيبتي أمي.. والقلب شلَّه الأسى.. والنفس تنفطر.
ماتت عالية القدر.. وإني لفي كمد.. والقلب ملذوع.. والحزن يستعر.
ماتت الغالية.. تلك غرفتها أظلمت.. وقد غاب ضوؤها.. وسجادتها تئن حرقة.. وسريرها والغطاء.
أمي حنونة.. أبواب قلبها لا تعرف الصد.. أمي أفق من العطاء.
أمي عظيمة.. مات عنها والدي وهي شابة ونحن أطفال صغار.. فاختزلت عمرها في أيامنا.. وربتنا وحدها.. فكانت نعم المربية المعلمة.. علمتنا كيف نسمو بديننا.. وكيف نرقى بأخلاقنا.. ألهمتنا الصبر.. وزرعت فينا الأمل.. وسقتنا حب الناس.. فأحبها الناس.. وما تقاطرُ كل تلك الجموع للصلاة عليها وللتعزية فيها رجالاً ونساءً إلا من حبهم لها.. كلهم يشهدون لها بالخير ولله الحمد.. والناس شهداء الله في أرضه.
وإني لأسأل مَن أخذها، الرحمن الرحيم، أن ينزل علينا الصبر والعزاء والسلوان.. وأسأله تعالى أن يجمعنا بها في جنات الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عذاب.. اللهم آمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.. إنك على كل شيء قدير.
** **
- شيخة بنت حمد الدعيلج