يتألم الحي مالا يتألم الميت
ربما ذلك أو هو كذلك بالفعل
قبل خمسةٍ وأربعون عاماً وأنا في عمر ست سنوات كان هناك بيت لخالي جربوع رحمه الله قريبٌ من بيتنا ببريدة، بالقرب من شارع الوحدة بيت خالي اذكره حتى قبيل تنفيذ شارع الوحدة بيتٌ طيني صغير لكنه أنيق ومرتب فيه امرأة روعة في طيبتها معنا كل النساء يزجرن كأطفال إلا هي.
هذه المرأة هي حصة محمد الربيش زوجة خالي.
قبل أربعين عاماً تقريباً انتقل خالي جربوع للسكن في (فيلا) في حي الصفراء.
الآن تجاوزت أعمارنا كأطفال العاشرة وتلك المرأة الرائعة في ذلك البيت إمرأة ليست ككل النساء.
هكذا انظر إليها وأنا طفل صغير
وكذلك وأنا بحدود سن العاشرة
كبرنا وبدأنا لا ندخل بيت الخال ونجلس مع النساء، بدأنا نجلس مع الرجال، وفي السنوات الأخيرة وعندما أزور خالي في المستشفى.
كانت مرافقة له المرأة الرائعة فكانت مسرورة بزيارتنا هكذا استشف ذلك وكانت تدعو لنا
طبعاً هذا المقال ليس مقال رثاء عن خالي العزيز
وإنما خاطرة عن هذه المرأة الصابرة
قبل شهرين مات ابن اختها فأفل كوكب من الكواكب، وبعد أسبوع توفي نجلها الأكبر خالد فأفل الكوكب الأخير فلذة كبدها
في ذلك الحين كنت أفكر أن أكتب مقالاً عن أنها فقدت كوكبين في أسبوع لكنني بدأت اكتب وأمسح حتى عدلت عن الكتابة
فلما أفل الكوكب الأكبر زوجها خالي جربوع جاء هذا المقال أو الخاطرة (حصة محمد الربيش وثلاثة كواكب أفلت) فصبراً أم خالد رعاك الله وصبراً آل قفاري.
** **
- سليمان إبراهيم الفندي