إبراهيم الدهيش
في اعتقادي أن مشاركتنا في بطولة خليجي (24) تتعدى أهدافها (الرياضية) مجرد الفوز بكأسها -أو هكذا يجب- بدلالة قصر فترة التحضير لها واللعب بالمتاح من العناصر الجاهزة على اعتبار أن إحراز كأسها لم يعد أولوية أو طموحا بالنسبة لنا كما هي لدى الآخرين خاصة ممن يحاول كسر عنادها معه أو ممن أصبحت إنجازاتهم حكرا عليها!!
- نعم سنفرح لـ(الوطن) إذا ما حصلنا على البطولة، لكننا في المقابل لن نحزن ولن يضيرنا إذا لم يتحقق ذلك لكون الفوز بها هدفا ثانويا في قاموس وأجندة رياضتنا السعودية التي تتطلع الى ما هو أبعد من ذلك من خلال (تعولمنا) لـ(6) مرات بإذن الله تعالى واسترجاع سيادتنا للقارة من جديد وبالتالي فلا يمكن أن ننظر للوراء!
- وبالرغم من هذا فلن نختلف على أن هذه البطولة أصبحت جزءا من تاريخنا وإرثنا الرياضي وارتباطنا بها ارتباطا تاريخيا وجغرافيا وعاطفيا وأنها ساهمت في صناعة رياضة خليجية متطورة وفي بناء وتطوير البنى التحتية في كل دول الخليج سواء على الصعيد الاستثماري أو الإعلامي أو تشييد الملاعب الحديثة بمواصفات عالمية أو تقديم نجوم ومعلقين أثروا الساحة الرياضية الخليجية لكنها الآن وهذه هي الحقيقة غيرها بالأمس وسط تباين في الطموحات واختلاف في الأهداف والآمال إذ لم تعد بذات الطعم والنكهة خاصة للجيل الحالي الذي تنوعت مشاهداته ومتابعاته مع ثورة البث الفضائي وتعدد قنوات ومنابر التواصل وأصبحت الدوريات والبطولات العالمية والأوروبية على وجه الخصوص الوجهة المفضلة له ناهيك عن التحاق المنتخبات الخليجية بركب المنافسات القارية والعالمية وبالتالي فقدت كثيرا من بريقها وإثارتها وجاذبيتها ولم تعد تحظى بتلك المتابعة والاهتمام مثلما كانت عليه قبل عقدين أو أكثر يوم أن كانت الحدث الأميز والعنوان الأبرز في خارطة رياضة الخليج بالإضافة الى أنها بطولة غير معترف بها دوليا ولا حتى آسيويا!
- ويبقى الأهم في ردود الأفعال مهما كانت محصلتنا النهائية من المشاركة إيجابا أو سلبا والتي يجب أن تكون على قدر من المسؤولية وعلى درجة من العقلانية والهدوء دونما تشنج أو تسرع يعيدنا للمربع الأول وأعني (بالضبط) في حالة لم يحالفنا الحظ في الفوز ببطولتها سواء فيما يخص الجهاز الفني الذي لا زال يقدم ما هو مقنع الى حد كبير وفق المتاح والظروف المحيطة أو العناصر التي تحتاج لمزيد من الانسجام واكتساب الخبرة والمنظومة بأكملها تحتاج للاستقرار خاصة وأمامنا استحقاقات هي الأهم كأس العالم 2022وكأس الأمم الآسيوية 2023 وهما الهدف الأكبر سواء للمشجع أو المسئول!!
تلميحات
* للأسف لم يستوعب الكثيرون أن لعبة كرة القدم مجرد لعبة تنافسية لا بد فيها من كاسب وخاسر، وأن سر جاذبيتها وجمالها وإثارتها في مفاجآتها، وأن المناكفات غير البريئة والإسقاطات غير المحسوبة تشوه جمالية ووجه رياضتنا ومكتسباتنا الوطنية. (كلام للي يفهموه)!
*لم ولن يصلوا لقامة النجم ماجد عبدالله الذي قدم الكثير لفريقه ولوطنه وكتب تاريخا (طويلا عريضا) مليئا بالعطاءات وساهم في صناعة العديد من المنجزات وهاهو على المستوى الاجتماعي والإنساني يقف ويقدم الكثير لنجوم طالما أفرحت الوطن مساءات عدة! فماذا عساهم أن يقدموا هم؟!!
* الحقائق والحقيقة أبدا لا تنقص من النصر الكيان شيئا ولا من بطولاته وتاريخه وجماهيره ورجالاته فلماذا الإصرار على الخروج على ما اتفق عليه (العقلاء) والمحايدون وتكذيب ما دونه وكتبه المؤرخون وتهميش ما يقوله (شهود العصر)! (أبي أفهم)؟!
* وفي النهاية لا زلت عند قناعتي الشخصية بأن اللاعب (الصليهم) لاعب الشباب ولاعب النصر (الجبرين) ويمكن إضافة (نوح الموسى) قليلو حظ وحظوة! فمن يأخذ بيدهم للمنتخب الأول؟! وسلامتكم.