في محاضرة للدكتور عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- ألقاها بنادي جدة الأدبي الثقافي قبل سنتين تقريبًا، وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد استضافت قناة الإخبارية بالتلفزيون السعودي د. أصيل الجعيد الذي أعلن عن تخرج الدفعة الثانية من برنامج (سلام)، وضمت الدفعة ستين شابًا وشابة مسلحين بمعرفة لغات البلدان التي يتواصلون معها بغية التعريف بالمملكة وإنجازاتها الحضارية وما تقدمه من خدمات ومساعدات للقاصي قبل الداني.. إلى آخره. ومحاضرة د.الشبيلي تناولت التعريف بمصطلح القوة الناعمة the soft power الذي ظهر في ميادين السياسة الدولية، وأول من كتب عنها مساعدو زير الدفاع الأمريكي السابق جوزيف ناي، وتُرجم للعربية عام 2007م. وهذا المصطلح يقابله مصطلح القوة الخشنة أو الصلبة the hard power، وفي مقابل مفهوم ثالث هو القوة الذكية التي تمزج بين القوتين الناعمة والصلبة. ويلخص د. الشبيلي اللغة الناعمة بأنها تجتذب الشعوب، وهي جسر للتواصل مع هذه الشعوب، وارتبط مفهومها مع السياسة الخارجية للدول، وكذلك السياسة الداخلية في جهود التغيير والإصلاح الدستوري والإداري والاحتماعي، واعتبار بعض الانتفاضات السياسية في عدد من الدول العربية شكلاً من أسكال اللاعنف في التغيير السياسي...ونوَّه الباحث بنظرة الإعلام للقوة الناعمة المتمثلة بدور إذاعة لندن وبرلين الحرة وصوت أمريكا.. واتجاه بعض الدول مؤخرًا من توظيف شبكات المعلومات وإنشاء قنوات فضائية موجهة بلغات العالم المختلفة. وكان للتذكير بالمعاني الإسلامية السامية الرائعة أثر كبير في تعريف القوة الناعمة ونظرة الإسلام لها، قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (34) سورة فصلت. كان لهذا المفهوم والسُّنة المطهرة كثير من التطبيقات التي تصبُّ في مفهوم القوة الناعمة في التعاملات البينية الدولية والإنسانية. واستعرض د. الشبيلي -رحمه الله- عددًا من إنجازات المملكة في القوة الناعمة، فهي لغة مفاوضات واقتصاد وتنمية وثقافة..الخ. منذ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عام 1351هجرية، 2932م. ونوَّه الباحث بالحرمين الشريفين وما لهما من قداسة في نفوس المسلمين وقيام المملكة بخدمة الحجيج على أكمل حال، وكذلك موقف المملكة من الإرهاب، وركَّز على القوة الروحية التي تنفرد بها المملكة عن بقية دول العال، وهي القوة الناعمة المؤثرة في وفادة الحج والعمرة وإدارة الحشود... هذا ملخص للمحاضرة ولما وافقه من برنامج (سلام) وما توفيقي إلا بالله.