الرمال الزاحفة والجِمال السائبة على الطرق السريعة خطران يؤذيان في أحيان كثيرة، الرمال تحدث جراء الرياح القوية وعادة تحدث في اتجاه الشرق إلى الغرب والعكس صحيح، والجمال تتخطي السياج على الطرق السريعة إنْ وجدت. مملكتنا الغالية احتلت المرتبة الثانية والعشرين في قائمة أكبر شبكات طرق العالم والتي تصل إلى المئتين وواحد وعشرين ألفاً وأربع مئة كيلو متر على امتداد مناطقنا الثلاث عشرة. التعامل مع ظروف البيئة في زحف الرمال يتطلب جهوداً كبيرة ومستمرة خصوصاً في موسم زحف الرمال، فلا نريد أن نسمع رسالة من تحت الرمال. هذه الظاهرة تحدث في المناطق الصحراوية خصوصاً في المنطقة الوسطي والشرقية والشمالية وأجزاء أخرى من مناطقنا المختلفة.
جهود أرامكو السعودية جهود كبيرة في إزالة تلك الرمال من جنبات الطرق، ففي العام الماضي تمت إزالة نحو 3.6 مليون متر مكعب، كذلك تقوم في تثبت السطح الرملي بطبقة رقيقة من الزيت الخام الثقيل أو مثبت كيميائي من البوليمر وهذا الأسلوب عادةً يستخدم مع كثبان الرمال المتحركة ويُكوّن الزيت الخام الثقيل طبقة حماية فوق الرمل تتصلّب في النهاية هذا الأسلوب على سبيل المثال استخدم في الطريق الذي يربط «مدينة الهفوف» بشاطئ العقير. شخصياً شاهدت رمال على جنبات الطريق السريع وفي وسطه وأتوقع كانتْ بارتفاع 50سم بالطريق الذي يربط بين محافظة طبرجل مع سكاكا، أما الطريق السريع بين مديني الرياض والدمام فجنبات الطريق تحفل بالرمال الراكدة بعد توقف زحفها والشاهد على ذلك محطات الوقود المغمورة بتلك الرمال. ونقدّر ونحترم جهود وزارة النقل في التشجير وتنمية الغطاء النباتي في المناطق المحاذية لجوانب الطرق الرئيسية ولكنها قليلة على أرض الواقع.
إنّ تراكم الرمال على الطرق السريعة والتي تتجاوز في أحيان كثيرة السياج الذي يحمي الطريق من الجمال السائبة يؤدي إلى دخول تلك الجمال إلى الطريق وبالتالي تحدث الكوارث وبمعدلات مخيفة يؤكد أنه لا توجد حتى الآن الحلول لمواجهة هذه الظاهرة المخيفة رغم تلك الجهود التي تقوم بها هيئة الهلال الأحمر السعودي والتي تعمل على مدار الساعة لمواجهة مثل هذه الحوادث كذلك نظام وزارة النقل على معاقبة كل من تعمد قطع السياج على الطرق العامة بغرامة مالية قدرها 50 ألف ريال، مع تحميلهم جميع تكاليف إصلاح ما تعمد إتلافه، بحسب تقرير الحوادث المرورية: إنه بسبب الحيوانات السائبة خلال 2018، وقعت حوادث مرورية بلغ عددها 355 حادثًا تسببت في وفاة 44 شخصًا، وإصابة 243 آخرين. توجتْ هذه الجهود بقرار مجلس الوزراء السعودي والذي يلزم جميع ملاَّك الإبل بوضع الشريحة الإلكترونية الخاصة بمشروع الترقيم والتسجيل الإلكتروني للحيوانات لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وفي الختام ظاهرة زحف الرمال لم يقتصر على الطرق السريعة، بل وقفت على سياج المدن السكنية والصناعية ومن الطبيعي أن تكون هناك دراسات من أجل إيجاد الحلول التي توقف زحف الرمال وهذا ما تقوم به هيئة المساحة الجيولوجية السعودية قسم الدراسات الصحراوية والذي يعمل على إدارة دراسات الصحاري في الهيئة من خلال رصد حركة الكثبان الرملية.