فهد بن جليد
هل نحتاج إدراج مثل هذا النوع من التعليم في مناهجنا الدراسية؟ بكل تأكيد هناك قصور مجتمعي في التوعية بأهمية التغذية الصحيحة والممارسة التغذوية في حياتنا، فمن الواضح أنَّنا لا نفعل ما يجب حيال ذلك بشكل جاد، فلنتدارك هذا القصور لتوعية الطلاب والطالبات في المدارس وفي هذا (السن المبكر) من حياتهم، مع تنامي نسب السُمنة بين الأطفال في المجتمع السعودي التي تصل إلى 60 في المائة في بعض الدراسات نتيجة العادات الغذائية الخاطئة التي تُكافح بطرق وإستراتيجيات لم نجن ثمارها بعد، فالنسب في تزايد ولا يجب أن نستمر أكثر في تجاهل الدور التعليمي عبر المناهج الدراسية الذي سبقتنا إليه دول عديدة، وجدت أن المدارس هي البيئة المثالية للتعليم التغذوي خصوصًا في (المراحل الابتدائية) كونها المكان الطبيعي المُفترض أن يتلقى فيه الأطفال الإرشادات اللازمة من هذا النوع مع أقرانهم.
في الولايات المتحدة الأمريكية تلتزم 94 في المائة من المدارس الوطنية بتقديم مناهج دراسية عن فوائد الإرشادات الصحية المُتعلقة بالأكل والغذاء ضمن خططها الدراسية بانتظام، للمُساهمة في خفض السمنة في المجتمع، ونسبة الـ6 في المائة المُتبقية من المدارس التي لا تقدم هذا النوع من التعليم تواجه صرخات جماعات التوعية تحت شعار (كفي لا تعلموهم القراءة والكتابة فقط) نحن بحاجة لتعليم أطفالنا ومساعدتهم أيضًا (ليأكلوا ويعيشوا حياة أفضل)، دول أخرى مثل البحرين وغيرها بدأت بعض المدارس الخاصة فيها إدراج هذا النوع من التثقيف ضمن منهاجها الدراسية، وما زال الطريق طويلاً لتحقيق الأهداف والإستراتيجيات المتعلقة بهذا النوع من التعليم في الدول النامية.
منهاجنا الدراسية السعودية تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين للوراء في هذا الجانب، وكأنَّنا نناقش هذا الأمر على استحياء وبشكل رتيب في بعض الدروس التقليدية، ما يتطلب إستراتيجية أخرى جاذبة نوعية وعملية تتسلح بالحزم والجدية لإدراج التعليم التغذوي العصري بشكل إلزامي، فالصحة والتغذية والتعليم ثالوث لتشكيل شخصية الطفل وبنائه العقلي والجسمي، ما أرجوه أن يستشعر المسؤولون عن التعليم في بلادنا أهمية هذه الخطوة ويؤمنوا بفاعليتها، فالاعتماد على الأسرة والإعلام والتنظيمات والتشريعات لمُحاربة البدانة والتخفيف من معدلات السمنة في مجتمعنا ما زال ينقصها (الذراع التعليمي) - برأيي - .
وعلى دروب الخير نلتقي.