«الجزيرة» المحليات:
مركز الملك سلمان الاجتماعي (المركز) الذي تشرف بحمل اسم قائد الوطن، هو إحدى الهيئات غير الربحية في المملكة العربية السعودية الذي يحمل رسالة توفير خدمات اجتماعية تقوم على أساس من المعرفة والأداء والاستدامة كنموذج متميز للقطاع الثالث، وذلك تحقيقًا لرؤيته بأن يكون المساهم الأول في خدمة المجتمع وتنميته وتمكينه، وهو صرح حضاري متكامل الخدمات للأسرة السعودية، مما جعله أول مركز متخصص وشامل ومتفاعل مع الأسرة السعودية بتقديم مثل هذه الخدمات تحت مظلة واحدة إضافة إلى العناية بكبار السن كأحد أبرز أهدافه.
وبحلول ذكرى تجديد العهد والولاء لقائد الأمة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ترفع سمو الأميرة المهندسة الجوهرة بنت سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود المدير التنفيذي للمركز أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع داعية العلي القدير أن يحفظ لنا هذا الوطن المعطاء الذي منّ الله علينا بأمنه وأمانه وأن يهيئ له الوفرة والرخاء. كما عبرت سموها بفخرها بما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور ملموس في شتى المجالات وتكاتف وتعاون قطاعات الدولة لتحقيق ودعم توجهات الدولة التنموية في ظل رؤية المملكة 2030.
وأوضحت سموها «أن المركز يعمل ضمن أهداف خطته الإستراتيجية التي صممت لمواكبة توجهات الدولة ورؤية 2030، إضافة إلى اهتمامها بالشراكات الإستراتيجية، وتضمينها لمفهوم التكامل والتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني للتنمية المجتمعية الواعده ذات القيمة المضافة، حيث تشكل تلك الشراكات أحد مناشط التمكين المجتمعي التي أخذها (المركز) على عاتقه من خلال الاستثمار الاجتماعي والاستثمار المعرفي، باعتبار (المركز) منصة اجتماعية تكاملية، إلى جانب تبنيه لبرامج جودة الحياة التي استفاد منها ما يربو على مليون ونصف المليون مستفيد ومستفيدة على مدى عقدين ونصف العقد من الزمان.
وتمشيًا مع ما تقدم، تتباين الخدمات المقدمة من قبل أقسام المركز المختلفة، لتلبية تطلعات مختلف فئات المجتمع المستفيدة من تلك الخدمات التي تنصب في توجهين رئيسين هما خدمات برامج جودة الحياة بكافة وجوهها الرياضية والصحية والثقافية والترفيهية، وكذلك مناشط التمكين المجتمعي التي يغطيها (المركز) من خلال الاستثمار الاجتماعي والاستثمار المعرفي كامتداد لمفهوم التكامل والتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني وبما يتقاطع مع طبيعة أعمال المركز ودوره في المسؤولية الاجتماعية مستندًا على مرتكزي الابتكار والشراكة.
برامج جودة الحياة:
يعد مركز الملك سلمان الاجتماعي من أحد أقدم المراكز في المملكة التي بدأت بتفعيل هذه البرامج للارتقاء بمستوى نمط حياة الأسرة:
1 - البرامج الثقافية والاجتماعية:
يشمل تنظيم البرامج والمسابقات الثقافية العامة، والمحاضرات العلمية وإقامة الندوات واللقاءات المفتوحة والأيام العالمية، وتختص إدارة النشاط الثقافي بالتنفيذ والإشراف على الأنشطة الثقافية والاجتماعية المتنوعة التي تشتمل على سبيل المثال على إقامة الندوات والمحاضرات والمعارض الفنية والثقافية كبرنامج ليالي التراث والثقافة الذي استضاف فيه المركز دولة الكويت ومملكة البحرين.
2 - قسم الرعاية الصحية:
يهدف القسم للنهوض بالوعي الصحي عند جميع فئات المجتمع للحد والتوعية من بعض الأمراض المنتشرة في المجتمع بالتعاون مع شركاء المركز من الجهات المختصة كوزارة الصحة حيث يقدم القسم خدمات العلاج الطبيعي والتغذية والتحاليل الطبية والتوجيه والإرشاد النفسي إضافة إلى عيادات الطبيب الزائر التي تفعل من قبل الشركاء في القطاع الصحي مثل حملة الوقاية من سرطان القولون والكشف المبكر عن سرطان الثدي واللقاحات الموسمية وغيرها. كما تقدم تسهيلات إقامة البحوث الدراسية مع الجامعات وخدمات التدريب التعاوني للمعاهد والمؤسسات الأكاديمية بما يفوق (20) دراسة متخصصة.
3 - قسم الأنشطة الرياضية:
يقدم القسم الخدمات الرياضية حرصًا منه على الاهتمام بصحة الأبدان والتوعية بأهمية الرياضة واللياقة البدنية وأثرها على الصحة النفسية والجسدية للفرد حيث يقدم القسم برامج الرياضة الهوائية والمائية والبرامج الرياضية المصممة لأصحاب الهمم إضافة إلى الرياضات الخاصة بكبار السن.
4 - برنامج سمي:
الذي تم تصميمه بعناية لكبيرات السن من أجل تلبية احتياجات هذه الفئة الكريمة بأفضل شكل. لأن المركز يستضيف شريحة كبيرة من الكبيرات ولتحقيق النفع الأشمل لهن نسعى لتقديم خدمات شمولية متكاملة في مختلف الجوانب لتحقيق النفع في بيئة اجتماعية وجو أسري جنبًا إلى جنب مع تعزيز التواصل الاجتماعي وربط الأجيال لتعزيز الروابط الأسرية وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي وثقافتنا العربية ضمن عدة مسارات:
المسار التطويري: الذي تنبثق منه خدمات تعليمية ممثلة خدمات تعليم الكبيرات وفتح فصول دراسية في مقر المركز تحت إشراف وزارة التعليم للقضاء على الأمية بأشكالها وأنواعها المختلفة، وخدمات تحفيظ القرآن الكريم وإعانة الكبيرات على حفظ أجزاء ميسرة من كتاب الله تحت إشراف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم (مكنون)، وخدمات تطويرية تطوير الجانب التقني، حيث يتم تدريب الكبيرات بأيسر شكل ممكن على استخدام تطبيقات الهاتف الذكي والأجهزة الإلكترونية المشابهة بما يساعدهن على مواكبة التطور المتسارع وتسخير التقنية لخدمتهن والاعتماد على ذواتهن، إضافة إلى تطوير الجانب اللغوي العملي والمبسط لتدريب المشاركات على المحادثة الإنجليزية البسيطة اللازمة لتسهيل متطلبات ممارساتهن اليومية.
مسار التحفيز الصحي: من خلال تقديم حصص رياضية متخصصة تراعي أسلوب حياة الكبيرات لتعزيز الجانب الوقائي ضد الإصابات المحتملة، إضافة إلى غرس ثقافة (الحركة بركة) لما لها من أثر إيجابي على الصحة العامة، وتقديم خدمات استشارات التغذية الصحية وخدمات العلاج الطبيعي والتأهيل الوظيفي المعني بإعادة قدرات الأداء والوظيفي للحالات التي تعاني من إصابات مرضية معينة، كذلك تقديم خدمات التوجيه والإرشاد النفسي والاجتماعي، وخدمات الفحص الطبي بالتعاون مع وزارة الصحة وخدمة اللقاحات الوقائية.
المسار الاجتماعي: فعالية (توثيق) المشروع الوطني لتوثيق التاريخ الشفوي مع دارة الملك عبدالعزيز الذي يعنى بالاهتمام بالشأن العلمي والعملي والتاريخي لكيان المملكة العريقة في شتى المجالات وجمع تلك الخبرات الثرية وتدقيقها وتوثيقها، وترشيح الشخصيات الوطنية القادرة على إثراء الإرث الوطني والجهود الوطنية وتوثيقها للأجيال المقبلة. وفعالية (ونيسة) من خلال تفعيل العنصر الشبابي المتوافر من شراكاتنا المجتمعية والأكاديمية مع مختلف الجهات عبر إقامة مبادرات ترفيهية تهدف إلى مؤانسة كبيرات السن. انتهاء إلى فعالية (فضفصة) التي تتم بالتنسيق مع مجموعات الدعم والمساندة من خلال اختصاصيات التوجيه والإرشاد النفسي والاجتماعي والمتخصصات في علوم الشيخوخة لنشر الوعي الخاص بالصحة النفسية لا سيما المتعلقة بمرحلة ما بعد سن الأربعين، التي تندرج تحت مفهوم (الشيخوخة الآمنة) من خلال وضع خطط تعلُّمية لكبار السن وأهاليهم ولمقدمي الرعاية لهم بحيث يتم التركيز على رفع مستوى الوعي بالجوانب البيولوجية والاجتماعية والنفسية لكبار السن.
برامج التمكين المجتمعي:
استكمالاً لمجموعة البرامج والأنشطة المقدمة تبنى المركز فكرة البرنامج الواعد (وصل وتواصل) الذي يؤسس لمنظومة تواصل اجتماعي معرفي شمولي ويطلق مخزون الإمكانات والقطاعات والقدرات الإيجابية الكامنة لشرائح المجتمع المختلفة واستثمارها بما يحقق عائد النفع الأكبر في برامج تطوير القيادات في العمل الاجتماعي وبرامج تمكين المرأة وذلك لمواكبة رؤى وتطلعات أهداف الرؤية نحو اقتصاد مزدهر بإيجاد بيئة خلق فرص مثمرة لمشاركة المرأة في سوق العمل.
مشروعات تحت مظلة برنامج وصل وتواصل:
1 - مشروع سفير خير:
يعنى بالارتقاء بمستوى الخدمات كمًا ونوعًا ضمن باقة الخدمات المقدمة حاليًا، بحيث تمتد جهود المسؤولية الاجتماعية لتشمل خدمة ذوي الظروف الخاصة من طلاب الجالية الإسلامية في جامعات المملكة ويأتي ذلك تقديرًا للدور الذي تقوم به جامعات المملكة في خدمة العلم والعلماء والجهود التي توليها الدولة في احتضان طلاب وطالبات المنح الدراسية الوافدين إلى المملكة لدراسة العلوم الإسلامية وتقديم باقة من الخدمات التمكينية (خدمات الحج والعمرة- السلال الغذائية- كسوة الشتاء والصيف- البرامج التطويرية والحرفية) بالتعاون مع شركاء المشروع جمعية وقف الخيرية ومؤسسة أريس الوقفية.
2 - مبادرة مرشد للاستشارات:
وهي مبادرة تطوعية تخصصية تعنى بتقديم الاستشارات المجانية لمشتركي المركز وزواره في عدد من التخصصات كالاستشارات الأسرية والقانونية والصحية والتربوية والتعليمية والمهنية التي يقدمها المركز بالتعاون مع عدد من الشركاء كجامعة الملك سعود وجمعية مودة الخيرية للحد من الطلاق وآثاره وشرطة آسية الوقفية ومكتب التعلم المستمر للتدريب والتطوير ومكتب المحامية شهد العنقري حيث قدمت المبادرة خلال عام 2019م 915 استشارة
3 - مبادرة أشبال إِنسان:
تعد بادرة (أشبال وفتيات إِنسان) واحدة من البرامج التي تندرج تحت مظلة برنامج (وصل وتواصل). ويهدف المركز من تنفيذ هذه البادرة إلى تفعيل دور المركز في الخدمات الاجتماعية والإنسانية عبر تبني أطفال جمعية إنسان الخيرية والتعاون معهم في سبيل إدخال الفرح والسرور عليهم عبر سلسلة من البرامج الاجتماعية والتثقيفية والترويحية والترفيهية التي يقدمها المركز مباشرة أو بالتعاون مع شركائه. وقد بلغ عدد مستفيدي هذه المبادرة (560) مستفيدًا من الذكور والإناث.
ختامًا تبرز أهمية التنمية المستدامة بتكاتف جميع مكونات الدولة بأداء دورها التنموي المطلوب لا سيما مع تزايد حجم المسؤولية الاجتماعية للقطاعات، ولا شك أن نهوض مؤسسات المجتمع المدني يحدث قفزة تنموية واضحة يسهم بتأسيس مستقبل مشرق وواعد بالتغير الإيجابي والتطور المستمر، الأمر الذي نادت به الرؤية الطموح لمستقبل المملكة بتفعيل دور مؤسسات القطاع الثالث للانتقال من دائرة الاعتماد الرعوي نحو الاكتفاء الذاتي والمساهمة في الناتج المحلي، ذلك أن القطاع الحيوي هو الأكثر مرونة لأنه قادر على تحقيق التنمية في ضوء أهداف مجتمعية خالصة بعيدًا عن المنفعة الخاصة، وذلك من شأنه أن يدير عجلة النمو التي تدفعها الرؤية لتضع المملكة العربية السعودية في مكانها اللائق بين مصاف الدول العظمى.