أ.د.محمد بن حسن الزير
إن تنفيذ أية استراتيجية يتطلب لتحقيقه وتنفيذه على أرض الواقع آلية عملية؛ فكيف إذا كانت استراتيجية شاملة مهمة مثل استراتيجية تمكين اللغة العربية؛ ومن هنا فإنه يلزم وضع آلية محددة لتنفيذ هذه الاستراتيجية، التي ندعو إلى المبادرة إلى تنفيذها بعناية تامة واهتمام كبير.
وهذه الآلية ينبغي أن تشمل مرحلتين:
المرحلة الأولى: آلية لتحديد نظرية الاستراتيجية: وتتمثل في تحديد تصور شامل لواقع اللغة في جميع المواقع ذات العلاقة من قبل خبراء لغويين وتربويين، ورسم الخطة الشاملة بخطوطها العريضة والدقيقة، وجميع تفاصيلها، ووضع خطة طريق عملية لها من قبل الخبراء من ذوي الاختصاص.
المرحلة الثانية: آليات التنفيذ العملية؛ وتشمل:
1 - وضع خطة طريق عملية، من الألف إلى الياء، وتكون واضحة المعالم، تحدد فيها أدوار كل جهة ذات علاقة، والمهام المنوطة بها.
2 - أن يتم التنفيذ رسمياً من الألف إلى الياء؛ بحيث تكون كل دولة عربية معنية بالتنفيذ والمتابعة.
3 - هذه الاستراتيجية التي نتوجه بها أصلا إلى وطننا؛ إلا أننا نتطلع إلى أن يتبناها كل وطن عربي، ومن المناسب يكون لكل بلد عربي نسخة خاصة من المشروع تتناسب مع واقعه وظروفه.
4 - يراعى في التنفيذ أن يكون حسب مقتضيات الأحوال ووفاق مراحل عملية؛ قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى؛ بحيث تؤدي الخطة إلى الوصول إلى واقع لغوي مزدهر وأكثر فاعلية وتأثيراً.
5- التنفيذ العملي الشامل لكل عناصر المشروع بشكل متزامن، في الوقت نفسه، وفي مسار واحد، يأخذ بعضه بحجز بعض؛ بحيث يؤدي تنفيذ بعضها لتقوية تنفيذ العناصر الأخرى، وتمكينها من تحقيق هدفها الجزئي داخل بقية الخطة.
6 - سن التشريعات وإصدار القوانين اللازمة النافذة المؤدية لتنفيذ هذه الخطة الاستراتيجية.
7 - وضع هذه الخطة ضمن خطة التنمية الرسمية للدولة.
8 - إنشاء مؤسسة وطنية متخصصة ذات مسؤولية محددة لرعاية العربية وحمايتها؛ فلغتنا العربية تفتقد مؤسسة تقوم على صيانتها، وتتفقد أحوالها، وترعى شؤونها، وتراقب مسيرتها، وتدفع عنها غوائل المخاطر التي تحيط بها، وتذب عنها ظواهر الاستلاب والإقصاء، وتسعى لتمكينها في كل مناحي الحياة المختلفة وفي جميع مناشطها العديدة وأفعالها المتنوعة وتسمى (الهيئة العامة لحماية اللغة العربية وصيانتها).
9- إنشاء قسم في كل دائرة حكومية لتنمية اللغة العربية، تكون مختصة بمراقبة حالة اللغة العربية في هذه الدائرة، ومتابعة تنفيذ الخطة في نطاقها، وإذكاء روح الوعي لدى منسوبي الدائرة بأهمية اللغة العربية، والانتماء إليها، والحفاظ عليها، على المستوى الشخصي والعام، ويكون هذا القسم تابعاً «للهيئة العامة لحماية اللغة العربية» المقترح إنشاؤها في هذه الخطة الاستراتيجية.
10 - تظافر الجهود والتعاون والتكامل بين الوحدات في الدولة الواحدة، وكذلك بين الدول العربية لصالح المشروع.
وختاماً آمل أن تتفضل وزارة التعليم، بدراسة هذه الاستراتيجية؛ من قبل خبراء استراتيجيين، ومن ثم تنفيذها؛ إذا رأت ذلك مفيداً، وبالتالي تنفيذ المشروعين التاليين:
1 - تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي لتمكين اللغة العربية من إحداث أثرها المطلوب في واقع حياتنا ووجودنا.
2 - تنفيذ مشروع عالمي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، واستثمار ذلك في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن ديننا ووطننا، وعن المسلمين بحق في العالم العربي والإسلامي.