د. صالح بن سعد اللحيدان
1/ أنس: يُراد فرح وطرب لأمر ما.
2/ أنس: يُقال أنس يأنس يطمئن.
3/ أنس: استقر ذهنياً.
4/ أنس: هدأ وتروى ملياً.
5/ أنس: حروفها أصلية سماعاً.
6/ أنس: لقولٍ ما أو عمل.
7/ أنس: يأنس قر قراره.
8/ أنس: انبسطت أساريره.
9/ أنس: بفتح النون علم, يعلم.
والأنس السكون. وكان المسلمون يتفاءلون بالأسماء الحسنة. وورد في (صحيح مسلم): «كان يعجبه الفأل الحسن» أعني النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأصل الأنس/ راحة تجلبها أخبار سارة أو رؤية كذلك.
والأنس/ من صفات القلب إذا صاحبه تصفيق وطرب، ويضحك صاحبه جداً, فإن لم يصاحب الأنس ذلك فهو من صفات العقل الرزين.
والأنس على هذا أنواع:
1/ أنس: بضم الهمزة دائماً.
2/ أنس: متقطع.
3/ أنس: وقتي.
4/ أنس: تفاؤلي ليس إلا.
5/ أنس: مقلوب.
والأول من صفات العقل، والثاني من صفات العاطفة، والثالث والرابع من صفات القلب،
أما الخامس فهو من صفات القلب الحاقد أو القلب الحاسد (سيان)؛ ذلك أن التفاؤل لا يكون إلا فيما يسر ويؤنس به لخير وبر وصلة وسؤدد ونجاح,
أما من يفرح ويطرب ويأنس لشر أصاب أحداً ما فهو غل وسوء، لكنه تفاؤل معكوس؛ لأن المحقود عليه والمحسود لا بد أن ينتصرا ولو بعد حين,
ولكن عمى البال وطغيان الهوى يعميان بعض الناس عن حقائق الأمور، وسُنة الله تعالى في خلقه.
ولما كان الأمر كذلك فهذا النوع من التفاؤل مشين؛ لأن تركيبة النفس وطبيعة من كان كذلك سيئة مظلمة، لا يأنس ولا يطمئن حتى يسقط الناجح، ويهون العظيم، ويذهب الجليل من الناس الشرفاء.
ولكن عبر الدراسات القضائية الجنائية, والدراسات النفسية السيكولوجية، وعلم الطباع قد وُجد من خلال ذلك أن المعاناة والعداوات قد تولد الإبداع والتجديد لدى مَن تم الإيقاع به حقداً أو حسداً، أو قطع الطريق عليه بصورة من الصور.
والباب في هذا واسع جداً، لو ذكرت الذين نجحوا في أعمالهم من الحكماء والعلماء والساسة والأدباء وكبار المخترعين، ومن الشعراء، ومَن لهم أقوال مأثورة خلال الدهر الطويل, ودائماً صاحب (التفاؤل) أو (الأنس المقلوب) يتجرع الغصة، ويعيش القلق الدائم، يصاحبه هذا وذاك، ما دام حياً، لكن لعلي - بحسب تجاربي ورؤيتي لهذا النوع من ذوي (الأنس المقلوب) - أُبيّن بعض هيئة الواحد منهم، وصدقوني إنها في ضربة لازب.. فمن تلك الصفات ما يأتي:
1/ شدة التواضع والحبابة.
2/ قضاء حوائج من يرجوه.
3/ سرية العلاقة بذوي الجاه.
4/ إظهار التودد لمن يرهبه.
5/ احتواء ذويه بكثرة المنافع، خاصة من يرجوهم.
6/ الظهور أمام العامة بمظهر (الأوحد).
7/ يميل للنحافة أو قصر القامة.
8/ يترسم إذا كان مسؤولاً لكن بشدة.
9/ إذا لمز لمز لكن بشطارة وذكاء.
10/ إذا سُئل عن زميل له، أو سُئل عن قريب له كذلك، وهو يخشاه، نال منه بذكاء وجد حتى يقع ذلك الزميل, أو ذلك القريب.
11/ يظهر الولاء لرئيسه كثيرًا، وبجد ومصداقية.
12/ يحب المال والتجارة، ويستغل غيره.
13/ سريع حركة العينين.
14/ غالب كلامه إنشاء ومكرر.
15/ لم يوجد بينهم من توفي سليماً أبداً.
16/ قد يطول عمره.
17/ يكره النقد، بل يحقد لكن بالخفاء.
18/ لم يوجد بينهم من (ذاع صيته) بسبب تجديد ما أو سابقة لم يسبق إليها.
19/ لم يوجد بينهم من (اعتذر, أو طلب العفو) من زميل أو قريب أو صاحب، فإن فعل فهو لا يرد الاعتبار بل يتناسى ذلك.
20/ حلو المعشر مع العوام ليس إلا.
والمشكلة هُنا أن هذا النوع من الناس ينفلق عقله كلية؛ فهو مثلاً لا يفكر بنتيجة قوله أو إجابته أو عمله، ولا يفكر ما سوف تكون النتيجة عليه، وما سوف تكون العاقبة بعد ثلاثين عاماً.
لا يفكر بهذا؛ لأنه ولد اليوم وولد الساعة؛ ولهذا تتقطع القلوب عند هذا النوع إذا بلغ من العمر عتياً، ولاسيما (المرأة)، لكن (الأنس المقلوب) هو هو إلا إذا وسد التراب.
وعلاج هذا صعب على الطب النفسي السريري؛ لأنه يرى أنه أدوى بحياته وخياراته وغدوه ورواحه,
لكن الوقفة الحرة مع النفس بصدق وولاء صادق للحقيقة لعل هذا باب جيد، لكن بمقدار صفر في المئة.